الثلاثاء، 26 فبراير 2019

تل الزعتر... جرح يأبى النسيان بقلمي / تغريد الحاج الحلقة السادسة والثلاثين

تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي /  تغريد الحاج
الحلقة السادسة والثلاثين
...
~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تكن أحداث الأردن قد بلغت ذروتها في الصدام بين المقاومة الفلسطينية وبين النظام الأردني، كانت تحصل حوادث متفرقة يتم علاجها ضمن  لجنة الارتباط الفلسطينية الاردنيه، كانت نظرة القيادة الفلسطينية لما يجري في الأردن، اننا اما ان نتقاتل فيما بيننا ونفسح مجالا  للتدخل العربي لتصفية الثورة الفلسطينية لان اعباء نكسة عام 67 قد بدأت تتآكل شيئا فشيئا حيث لم يعد المواطن العربي يعيرها اي اهتمام وهذا ما اغضب الملوك والرؤساء العرب قبل غيرهم، لذلك كانت نظرة المقاومة الفلسطينية في ذلك الوقت هي الحفاظ قدر الإمكان على وجودنا في الساحتين الأردنية واللبنانية وعدم الدخول في صراع  مع اي طائفة في لبنان لأن فسيفساء السياسة اللبنانية مبنية على التعدد الطائفي وخاصة أن حركة فتح عندما انطلقت عام 65 كان شعارها اجتثاث الكيان الصهيوني وإقامة دولة ديمقراطية يتعايش فيها المسلم والمسيحي واليهودي الشرقي، فكيف ترفع فتح هذا الشعار الذي هو على نموذج التعايش اللبناني  وبالتالي تقبل أن تقاتل هذه الطائفة او تلك فهذا مستحيل ان تقدم عليه حركة فتح ولو كان على حساب شهدائنا وجرحانا، وهذا ما حصل بالفعل في معالجة مجزرة الكحالة ..

في مخيم تل الزعتر، لم نكن كلنا ملائكة ولا كلنا أبرياء، ولو كنا ملائكة او ابرياء لما كنا على الارض، تل الزعتر كأي بقعة جغرافية في لبنان او في العالم، به الأبيض والأسود وبه الصالح والطالح، خاصة بعد دخول المقاومة الفلسطينية إلى المخيمات ودخول بعض المتطوعين العرب  المنتمين للفصائل الفلسطينية، بدأت تظهر بعض التجاوزات التي تمكنت القيادة الفلسطينية من معالجتها ضمن اطرها التنظيمية ومن خلال دور الكفاح المسلح الفلسطيني في القضاء على هذه الظواهر الطفيلية و وأدها في المخيم، لكن بعض العناصر التي حاولت استغلال الثورة  والتي التقت مصالحها مع العناصر المبتورة في الطرف الآخر والتي بدات تعيد الذاكرة إلى حادثة ال ستيتيه بتجارة المخدرات عندما بدات نفس الاسلوب مع مروجي المخدرات في الدكوانة، والتي سببت بحوادث إطلاق نار بين الطرفين وسقط خلالها ضحايا وفي آخر مره قتيل من جماعة الباش مارون صاحب مقهى قمار في الدكوانة ويعتبر من قبضايات الشارع ، والذي لديه تنظيم  مسلح سراً في تلك الحقبة، لكن القيادة عندما اتضحت الصورة  قامت بمعالجة هذا الحدث مع قيادة حزب الكتائب وتم سجن من اقدم على هذا العمل وهو
( م. ق. ابو الموت ) ونقله من تل الزعتر ثم توفى بعد ذلك، لكن الكتائب  اتخذوا من هذه العملية ذريعة لهم رغم ان القيادة ابلغتهم أن هذا الشخص ليس من سكان مخيم تل الزعتر وبالفعل هو ليس من أبناء المخيم، وبعد يومين من الاستنفار بين المخيم وبين الدكوانة  تم حل الأشكال بعد تعهد امين الجميل بإنهاء حالة الاستنفار، هذه الحادثة كان لها دور كبير في تعميق الشرخ بين المخيم وبين الدكوانة، واصبح سلوك طريق الدكوانة  خطرا على أبناء المخيم في بعض الأحيان لأن  نظرة أبناء المنطقة للمخيم تغيرت، وقد لعبت فيما بعد الأردن دورا مهما  في تعميق الشرخ، خاصة عندما بدأت الأحداث في الأردن، والتي توترت هناك بعد إقامة مطار الثورة وبعد موافقة جمال عبد الناصر على مبادرة روجرز، حيث كان الطلاق بين الأردن وبين الثورة الفلسطينية، وقد دفع مخيم تل الزعتر  الثمن غاليا، سنذكره في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى، ودائما تل الزعتر في قلب الحدث.

            📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
                    من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان  )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق