تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة والثلاثين
...
~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد حرب العام 1967 والتي منيَ بها العرب بخسارة فادحة، حين احتل الصهاينة كامل فلسطين والأراضي العربية الأخرى في مصر وسوريا والاردن، اتخذت القيادة المصرية قرارا بخوض حرب استنزاف على الجبهة المصرية، وقد استمرت هذه الحاله إلى أن أعلن الرئيس جمال عبد الناصر موافقته على مشروع روجرز الأمريكي لحل قضية الصراع في الشرق الأوسط، مشروع روجرز الذي رفضه شعبنا الفلسطيني فور صدوره وجرت مظاهرات في بيروت والمدن اللبنانية في صيدا وصور رفضاً لعذا المشروع المشؤوم، لكن موافقة مصر عليه زادت حالة الاحتقان والغضب في الشارع الفلسطيني أكثر من المشروع نفسه، سارت تظاهرات في شوارع عمان تندد بمواقف جمال عبد الناصر وخاصة ممن تبنّوا فكر القومية العربية، لقد حملت التظاهرات صور جمال عبد الناصر مربوطة بذنب حمار والهتافات التي تنادي برحيله، وللاسف هي نفس الأصوات التي طالبته بالعودة عن استقالته بعد حرب الخامس من حزيران 67، هذه الحادثة التي استغلها الأردن غطاءاً للتخلص من المقاومة الفلسطينية وانهائها كانت البداية لمعارك بين المقاومة والجيش الأردني ...
لم يكن تل الزعتر أيضا بعيدا عن الحدث، هناك العديد من أبناء المخيم يتواجدون في القواعد العسكرية في الأردن، سواءا في حركة فتح أو الفصائل الأخرى، وهناك العديد من الأشبال من أبناء مخيم تل الزعتر في القواعد ايضا في القطاع الشمالي والاوسط في الجبهة الاردنيه، كانت الأحداث التي تلت موافقة جمال عبد الناصر على مشروع روجرز محط اهتمام بالغ من أهالي المقاتلين والاشبال من تل الزعتر، لا اخبار ولا رسائل تطمين ولا اي معلومات عنهم، كان الأهالي بحالة قلق دائم فهم لايعرفون اي شيء عن اولادهم، حتى الفصائل لم تكن متأكده من صحة اخبارها، تصاعدت حدة الخلاف وتصاعدت الاشتباكات ومصر تقف موقف المتفرج على ما يجري، نتيجة التنديد بقبوله مشروع روجرز، لم يعد جمال عبد الناصر راعياً للمقاومة الفلسطينية ولا مدافعا عنها، ربما اخطأ البعض بأسلوب التنديد، ربما اخطأ البعض الآخر بجر صورته بهذه الطريقة، وربما لاذ البعض بالصمت والترقب حيال هذا الموقف، ولكن صمت جمال عبد الناصر على ضرب المقاومة الفلسطينية في الأردن، كان الاصعب والأكثر مرارة، وكان هذا الموقف ايذاناً للأردن لتصفية قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت بداية لحصول معارك على كل البجهات في الأردن، وكان من نتائجها ارتكاب مجازر بحق مقاتلي المقاومة الفلسطينية واهالي مخيمات جرش وأربد وعجلون حيث سقط حوالي 13 الف شهيد، وكان لتل الزعتر نصيبا بأن فقد عددا من أبناءه مقاتلين واشبال ... وهكذا تل الزعتر دائما في عين الحدث سواءا كان الحدث داخله او في اي مكان آخر ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة السابعة والثلاثين
...
~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد حرب العام 1967 والتي منيَ بها العرب بخسارة فادحة، حين احتل الصهاينة كامل فلسطين والأراضي العربية الأخرى في مصر وسوريا والاردن، اتخذت القيادة المصرية قرارا بخوض حرب استنزاف على الجبهة المصرية، وقد استمرت هذه الحاله إلى أن أعلن الرئيس جمال عبد الناصر موافقته على مشروع روجرز الأمريكي لحل قضية الصراع في الشرق الأوسط، مشروع روجرز الذي رفضه شعبنا الفلسطيني فور صدوره وجرت مظاهرات في بيروت والمدن اللبنانية في صيدا وصور رفضاً لعذا المشروع المشؤوم، لكن موافقة مصر عليه زادت حالة الاحتقان والغضب في الشارع الفلسطيني أكثر من المشروع نفسه، سارت تظاهرات في شوارع عمان تندد بمواقف جمال عبد الناصر وخاصة ممن تبنّوا فكر القومية العربية، لقد حملت التظاهرات صور جمال عبد الناصر مربوطة بذنب حمار والهتافات التي تنادي برحيله، وللاسف هي نفس الأصوات التي طالبته بالعودة عن استقالته بعد حرب الخامس من حزيران 67، هذه الحادثة التي استغلها الأردن غطاءاً للتخلص من المقاومة الفلسطينية وانهائها كانت البداية لمعارك بين المقاومة والجيش الأردني ...
لم يكن تل الزعتر أيضا بعيدا عن الحدث، هناك العديد من أبناء المخيم يتواجدون في القواعد العسكرية في الأردن، سواءا في حركة فتح أو الفصائل الأخرى، وهناك العديد من الأشبال من أبناء مخيم تل الزعتر في القواعد ايضا في القطاع الشمالي والاوسط في الجبهة الاردنيه، كانت الأحداث التي تلت موافقة جمال عبد الناصر على مشروع روجرز محط اهتمام بالغ من أهالي المقاتلين والاشبال من تل الزعتر، لا اخبار ولا رسائل تطمين ولا اي معلومات عنهم، كان الأهالي بحالة قلق دائم فهم لايعرفون اي شيء عن اولادهم، حتى الفصائل لم تكن متأكده من صحة اخبارها، تصاعدت حدة الخلاف وتصاعدت الاشتباكات ومصر تقف موقف المتفرج على ما يجري، نتيجة التنديد بقبوله مشروع روجرز، لم يعد جمال عبد الناصر راعياً للمقاومة الفلسطينية ولا مدافعا عنها، ربما اخطأ البعض بأسلوب التنديد، ربما اخطأ البعض الآخر بجر صورته بهذه الطريقة، وربما لاذ البعض بالصمت والترقب حيال هذا الموقف، ولكن صمت جمال عبد الناصر على ضرب المقاومة الفلسطينية في الأردن، كان الاصعب والأكثر مرارة، وكان هذا الموقف ايذاناً للأردن لتصفية قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت بداية لحصول معارك على كل البجهات في الأردن، وكان من نتائجها ارتكاب مجازر بحق مقاتلي المقاومة الفلسطينية واهالي مخيمات جرش وأربد وعجلون حيث سقط حوالي 13 الف شهيد، وكان لتل الزعتر نصيبا بأن فقد عددا من أبناءه مقاتلين واشبال ... وهكذا تل الزعتر دائما في عين الحدث سواءا كان الحدث داخله او في اي مكان آخر ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق