السبت، 2 فبراير 2019

" عائلات زعتريه " الحلقة الثامنة ...

" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الثامنة ...
----------------------
عندما نكتب تل الزعتر هذا يعني أن الجرح النازف فينا سيبقى
ما بقى الرمل على الشطئان، فكيف أن كانت الرمال شاطيء حيفا ويافا 
عائلة العم احمد سالم ابو علي سالم رحمه الله ...
عائلة تمتد جذورها في فلسطين في اكثر من مدينة وبلدة، منها العشيرة العربية ومنها العائلات التي سكنت المدن الرئيسية وهي عائلة متواجدة في معظم الأقطار العربيه ...

تل الزعتر ضم بين جهاته عدد من هذه العائلات من بلدة فربديس قضاء حيفا، ومن  عرب يعود أصولهم إلى اليمن، نكتب عن عائلة كان لها تاريخ في مخيم تل الزعتر، العم الشهيد  ابو علي سالم ابن يافا  عروسة البحر، كان له معها حكايات وحكايات لم تكن لتنتهي لولا مجزرة تل الزعتر .... ابو علي احمد سالم كان من أوائل العائلات اليافاوية التي  سكنت تل الزعتر، أولاده الشهيد علي سالم أبو احمد
والشهيد خليل، الشهيد إبراهيم وابنته صفية ام سمير رحمها الله وزوجها وابنها
والحاجة فاديا من أوائل المناضلات ....

العم ابو علي  سالم هذا الرجل الاسمر الفارع الطول الذي كان جاداً في
كل أحاديثه رغم أن الإبتسامة لم تكن تفارق محياه، عاش فترة طويلة في تل الزعتر وهو وأولاده ولم يختلف يوما مع احد، صادق الكلمه وفيّ العهد، وكانت حياته مع جيرانه حياة ود واحترام ....

ابنه البكر علي سالم رحمه الله كان من أوائل الشباب الفلسطيني الذي انضم لحركة فتح، حين كان العمل الفدائي سري، غادر المخيم  ليلا  ليلتحق بمعسكرات الرشيد في العراق عام 1968 في دورة الأسيرة الفلسطينية  فاطمه برناوي، وكان يشرف على هذا المعسكر حينها القائد ابو الزعيم، كان المعسكر هذا تابعا لوزارة الدفاع العراقية التي تعهدت بتسليح كل الدورات التي تتم في هذه المعسكرات وهي في الأساس تابعة لسلاح الجو العراقي في عهد الرئيس احمد حسن البكر، وبعد اجتياز دورة التدريب التي تلقاها الشهيد علي سالم ومجموعة من أبناء مخيم تل الزعتر منهم سالم حمدان وحسن عسيلي رحمه الله ...

عاد على سالم أبو أحمد رحمه الله ووضع نفسه تحت تصرف قيادة التنظيم السرية في تلك الفترة، علي  سالم كان شاباً مرحاً مقبلا على
الحياة بروح مرحة  طيبة لا يعرف قلبه الخبث والحقد وكان شابا اجتماعيا بكل معنى الكلمة، وهذه الميزة يعرفها عنه كل من عاشره في تلك الحقبة قبل دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيمات، في ليلة اقتحام المخفر كان علي سالم في مقدمة الشباب الذين شاركوا في هذا الاقتحام  الذي تم بعد توقيع اتفاقية القاهرة ...

 العم أبوعلي سالم رجلا مسالما ودودا محبا للخير وكذلك كان أولاده  وخاصة علي  المعروف للقاصي والداني اسس علي سالم محورا عسكريا في مخيم تل الزعتر لحركة فتح في حين كانت شقيقته الحاجة فاديا إحدى مؤسسات مستشفى الهلال الاحمر في تل الزعتر،
كانت وما زالت مثالا للاخلاص والعطاء والوفاء للقضية الفلسطينية. خلال معارك تل الزعتر استشهد اولاد العم أبوعلي سالم خليل وإبراهيم و استشهد حفيده ابن علي سالم في منطقة الفنادق .
كان الانعزاليين خلال معركة تل الزعتر تنادي بمكبر الصوت بإسم
علي سالم  بالوعيد والتهديد لما الحقه هذا المحور المتقدم من خسائر وإصابات في صفوف الكتائب، وبقى علي سالم داخل المخيم يقاتل ومعه مجموعة من المقاتلين لاكثر من يومين بعد سقوط المخيم  لينسحب بعد ذلك عن طريق الجبل سالكا طريق بلدة زندوقة المونتفيردي/ عاليه . العم أبوعلي سالم رحمه الله نزل إلى الدكوانة مع الأهالي من أبناء المخيم، الا أن احد المتعاملين مع الكتائب أشار عنه للمسلحين  بأنه ابو علي سالم
تم اعتقاله والتنكيل بجثته بابشع أنواع  التنكيل فقط لانه والد
علي سالم  .... رحم الله العم الفاضل ابو علي سالم ورحم اولاده الشهداء، رحمهم الله في عليين واسكنهم جنات النعيم مع الأنبياء والمرسلين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ...
تل الزعتر  ذاكرة لا تموت، مخيم  أكبر من الجرح واصغر من الموت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق