الاثنين، 16 سبتمبر 2019

16 أيلول 1982 ... بقلم الأديب المتألق محمد جمال الغلاييني

١٦ ايلول ١٩٨٢ نفذت العصابات الحاقدة العميلة المتحالفة مع المحتل الغازي للوطن مجزرة بشعة ، سقط ضحيتها الآلاف من ابناء شعبينا الفلسطيني واللبناني العزل ، دون تفرقة او تمييز . فقتلوا الكبير والصغير والمرأة والبنت والمريض والمعوق ..
مجزرة دامت يومين وسط صمت مطبق وتعتيم اعلامي كامل .
وما ان تكشفت اهوالها حتى ذهلت لها القلوب وتجمدت الدموع في المآقي واعترى الذهول كل انسان قرأ عنها في الصحف او سمع عن وقائعها الدامية في وكالات الانباء .

كنت حينها صحافيا اتابع انباء مقتل الرئيس اللبناني المنتخب تحت حراب الصهاينة بشير الجميل . وبينما انا جالس في مكتبي اذ دخل زميلي وقال لي : هل لديك اقارب يقطنون صبرا وشاتيلا ؟ قلت له : نعم . قال : هل هناك تواصل معهم ؟ قلت : والدتي ووالدي ( رحمهما الله ) يتواصلان دوما معهم . لم تسأل لقد اقلقتني !
قال لي : اما علمت ان هناك مجزرة ارتكبت منذ يومين وقتل فيها الآلاف ؟
امسكت بالهاتف وطلبت امي لاخبرها بذلك والتحري عن اقاربنا هناك . وبدأت الانباء تتوالى عن اهوال المجازر المرتكبة من قبل وحوش كاسرة تنتسب زورا وبهتانا  الى الانسانية .
علمت لاحقا ان اثنين من اقاربي قتلا ظلما وعدوانا وهما في منزلهما ما حملا السلاح يوما !!
هؤلاء القتلة هم نفسهم من يحدثوننا دوما عن الحرية والكرامة والمحبة والرحمة والتسامح وحقوق الانسان ، واذ بهم في حقيقة الامر مجرمون قتلة بعيدون كل البعد عن كل تلك القيم والمباديء الانسانية .
واذا كان حزني على قريباي كبيرا ،  فان حزني على الابرياء الذين قتلوا بلا رحمة ولا هوادة اكبر ..
لا املك الا ان اقول : رحمهم الله تعالى واسكنهم جنان الخلد  ، وعلى من قتلهم من الله ما يستحقون في الدنيا والاخرة .
والان وبعد مضي حوالي ٣٧ عاما على تلك المجزرة ، فلا ننسى ماذا حل بمرتكبيها من عقاب الله تعالى لهم امام اعيننا ، والعذاب الاليم ينتظرهم يوم الفزع الاكبر .

كان الله في عون المظلومين في زمن الظلم والطغيان ، ولكن لا بد لليل ان ينجلي ؛ وان تبزغ شمس الحرية والعدالة مهما طال الزمن ؛ وما ذلك على الله بعزيز .

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق