الجمعة، 14 ديسمبر 2018

المسيرة مستمره ... الحلقة 14 بقلمي تغريد الحاج

" المسيرة مستمره "
للمناضل الزعتري الأصيل
 أبو سهيل كروم
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة الرابعة عشر .....
-------------------------------
لم يكن العام 88 أفضل من غيره من االاعوام، ولم تنتهي الأحداث به، بالنسبة للمناضل ابوسهيل، كان ابنه الثاني زهير الذي فقد حنان الأم وهو في الخامسة من العمر حين استشهدت والدته في معركة تل الزعتر رحمها الله، كانت صورتها لا تفارق عقله وقلبه كبر مع الايام وكبرت فيه روح الانتقام لها ...
كان في بداية السابعة عشر من العمر حين حاز على الشهادة المتوسطه. كان يفكر بايجاد طريقة لتنفيد رغبته في الانتقام لوالدته، ولكن ممن ينتقم ؟؟؟
لم يكن امامه سوى التفكير بالقيام بعملية داخل الأرض المحتله خاصة في ظل حرب المخيمات، كان هدفه من ذلك الانتقام اولاً، وليبرهن لشبابنا في المخيمات في بيروت تحديدا ان من اراد ان يحمل بندقية مناضله عليه توجيهها إلى صدر العدو الصهيوني وان المخيمات ليست ساحة معارك وقتال ....

لم يكن ابن العم ابوسهيل يبلغ الرابعة عشر من العمر حين اشتعلت جبهة المخيمات حيث كان على مقاعد الدراسة ولكن كانت صورة والدته الشهيدة ( ام سهيل ) ماثلة امامه وكان يتصور أمامه تدمير مخيمات بيروت على غرار ما جرى في مخيم تل الزعتر ...
استمرت المعارك التي كانت تشهد فترات هدوء نسبيه لغاية العام 1988 في هذا العام كان عمر زهير لم يكتمل العام السابع عشر حين قرر أن ينتقم لوالدته حيث كان يحدث والده عن قتال العدو ويسأله عن قرى فلسطينيه على الحدود مع لبنان ويحدثه عن الشهيد
ياسر عرفات وجورج حبش رحمهما الله ويحدثنه عن فراضيه بلدته وكان والده ابوسهيل يسأله لماذا تسأل هكذا اسئله يا بني وانت ما زلت صغيرا ؟؟؟؟!!!
كان صامتا ... هادئا ... خجولا ... دائم الابتسامه وكتوما لأبعد الحدود
أدرك والده حينها أن هذا الشاب الصغير يخطط لشيء ما !!!!
كان يحدثه عن العمل الفدائي قبل الاجتياح وعن العمليات الخاصة وعن اسر احد اقربائه الشهيد إبراهيم خليل كروم في عملية نوعية مع حسين عطور عام1970 ، قد سجنوا مدة طويلة في سجون الاحتلال
كان يحدثه ولم يكن يعرف أنه يشجعه بطريقة غير مباشره على العمل الفدائي ....
التزم في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبعد حوالي شهر  ذهب إلى منطقة البقاع الغربي وانقطعت اخباره عن أهله فذهب والده لمقر الجبهه الشعبيه ليطمئن عليه وأخبره مسؤول المنطقة يومها انه بخير ويتلقى دوره عسكريه سريه وان المكان الذي يتدرب به سري للغايه وممنوع زيارته للجميع !!! ...
أدرك حينها انه معسكر للعمليات الاستشهادية فسأله أن يعود إلى بيته
لم يستغرق الوقت طويلا حين بدأت سيارة الجبهة تذيع عن عملية كفريوبال النوعيه كان جالسا مع والدته واخته وزوجته أمام المنزل
وانتابه شعور غريب لا يدري سببه وهم يذيعون عن العمليه أحس أن قلبه يقع من صدري واحس كأن طعنة إصابته التف لوالدته وقال لها
( امي زهير بهذه العمليه ) وكانت الساعه تشير للخامسه مساءا
دخل غرفته احتسى فنجان قهوة  وآخذ قيلوله لأن احساس هز كيانه دون ارادة ... ولم تكن الجبهة قد ذكرت أسماء منفذي العمليه !!!
عند حوالي الساعه الثامنه والنصف مساءا وإذا بوفد من الجبهه الشعبيه  يقدر بحوالي 40 شخص طرق أحدهم الباب فاستقبلهم وايقن حينها أن زهير احد منفذي العمليه ...
ابتسم ... وهذا موقف تشهد له قيادات الجبهه ....
ابتسم وسألهم لماذا كذبتم عليّ ؟؟؟
لماذا وعدتم بعودته للمنزل وانتم تعرفون انه يتدرب للقيام بهذه العملية ؟؟؟ وما هو مصيره الان ؟؟؟
بعد ثلاثة أيام جاءته رسالة عن طريق الصليب الاحمر تفيد أن زهير وقع بالاسر وهو مصاب ويعالج مع المجموعة في مستشفى عسكري
أسر وحكم عليه ثلاث مؤبدات ... الا انه في عملية التبادل عام2000 أدرج اسمه في عملية التبادل وأطلق سراحه حينها وهو الآن عقيد في  صفوف الأمن الوطني في غزة مقيم هناك مع زوجته واولاده
منذ تاريخ العملية لغاية الآن شاهده ثلاث مرات خلال زيارات قام بها  بها الي لبنان ... لأنه غير مسموح له الاقامه في لبنان !!!!

في العام 2014 شهر أغسطس
لم يتوقف العدو الصهيوني من ملاحقة البطل زهير كروم فمن تل الزعتر إلى غزة يلاحقون أبناء فلسطين كافة حيث قام العدو بتدمير بيته في ( غزة/بيت حانون ) بقصفه بالطيران ....
ولكن لم ولن يستطيعوا ان يقتلوا فينا حب الحياة والصمود المكلل بالنصر ان شالله تعالى ...

      📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة 
               من ( ذاكرة مناضل )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق