الاثنين، 4 يناير 2021

عائلات زعتريه " بقلم واعداد/ تغريد الحاج الإشراف العام للملتقى مراجعة/ ابوسهيل كروم رئيس التحرير للملتقى الحلقة الأولى ...

 " عائلات زعتريه "

بقلم واعداد/ تغريد الحاج 

الإشراف العام للملتقى 

مراجعة/ ابوسهيل كروم

رئيس التحرير للملتقى 

الحلقة الأولى ... 


-------------------------

تل الزعتر أسطورة عشقٍ للقضية

وملحمة تاريخية تعلم الاجيال

كيف يكون النضال وكيف تكون الشهاده

لن يموت المخيم ولن يمحى من الذاكره

صورةٌ تتوارثها الاجيال ولو بعد الف عام 

هكذا انت يا تل الزعتر هكذا نحبك

ولنا فيكَ الف الف حكاية ....

--------------------------------------

يَمُرُ خريف ويأتي خريف آخر ثم يمضي كما تمضي السنين

تموت اوراق الشجيرات اليابسة، تذبل اوراق الورد إن غابت عنها قطرات الندى تتساقط كأنها لم تولد ولم تكنّ ...

لكن اوراقاً ارتوت بعطر الشهادة لا تموت، اوراقٌ روتها دماء الشهداء، لا بد ان تبقى خضراء يتجدد لونها كلُ يومٍ مع بزوغ الفجر، هكذا أوراق تل الزعتر تأبى ان تموت، تلفظ الموت تتجدد كل صباح كما يتجدد شروف الشمس، فمن المستحيل

ان تموت اوراقاً عِطرها الشهادة حكايات تل الزعتر لا تنتهي كما لا يننهي تل الزعتر فهو عصيٌ على النسيان ... 

آل الخليلي ... ضحايا الانعزال والحرب المدمرة

ضحايا الحقد الأعمى والمجزرة التي لم يشهد

مثلها التاريخ المعاصر .... 

ذيب الخليلي ( ابو رشيد)، سعدو الخليلي ( ابو فادي) 

شعبان الخليلي ( ابو سمير)، اخوةٌ اقاموا في تل الزعترِ

طلباً وسعياً وراء رغبف خبزٍ نظيف وحياة هادئة ... 

اسسوا بيوت، تزوجوا، انجبوا وكانوا مثالاً للتسامح والمودةَ

والتواضع ...  أبناء مدينة يافا، عرفوا البحر، عشقوا امواجه

لعبوا على شاطئه حين كانوا صغار. ترعرعوا على رماله التي كانت تحاكي لون الشمس. احبوا بيارت يافا وحيفا واحبوا

حبات البرتفالِ وعناقيد العنب، أحبوا زهور ااربيع الأخضر

فيها وأحبوا وردها الجوري وشجرات الياسمين ... 

لكن فرحتهم لم تكتمل حين احتلت العصابات الصهيونية 

فلسطين اقامو في حي واحد في مخيم تل الزعتر، منذُ تأسيسه. بنوا بيوتهم بعرق جبينهم. آمنوا بفلسطين وبالعودة إلى ارض الوطن. لكن حلمهم ايضاً لم يتحقق .... 

ذيب الخليلي وشقيقه سعدو، اسشتهدوا في تل الزعتر وكانوا ضحية حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل، كل ذنبهم انهم سكنوا مخيم تل الزعتر. ومرة أخرى يلعب القدر لعبته بعد سقوط تل الزعتر .... امً لم تحتمل هول المجزرة، تركت اطفالها الصغار في ظروف قاهره. الاطفال هذه المرة هم الضحايا فقدوا الاب في تل الزعتر وفقدوا الام بعد تل الزعتر، فأي حنان ذاك الذي لم ينعموا به يوما .. يمر الخريف. وياتي خريف آخر ثم يرحل.

ويكبر الطفل الصغير وتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة ... 

البحث عن الحنان المفقود عله يلتقي بوالدته، هو لا يعرف كيف عادت لبيت والدها. لا يعرف الأسباب، لا يعرف لماذا تركتهم. والحقيقة لا يمكن ان يعرفها الا اذا التقى والدته 

فهل تتذكر هذه الام أولادها بعد كل خريفٍ يمر، وهل تجدد اوراق تل الزعتر اخضرارها المرتوي بالمآسي والدموع ... 

هكذا هي اوراق تل الزعتر تخضر كل يوم وتنزف كل يوم حكايات لا تنتهي ومخيمٌ يأبى النسيان ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق