لَمْلَم شتاتي يَا أَخِي فَإِنَّنِي لِتِلْك الدِّيَار مُغْرَم مُشْتَاق ... بقلم الشاعرة المتألقة ليلى النصر

لَمْلَم شتاتي يَا أَخِي فَإِنَّنِي
لِتِلْك الدِّيَار مُغْرَم مُشْتَاق

الْحَرْب دمرت كُلّ شَاهِق
مِنْ الْبِنَاءِ وَقَطَعَت أَعْنَاق

حِبِّي سَحَابٌ لَا تَنَاطَح دُونَه
قَلْبِيٌِ لَا يَهَاب رَصَاص وَإِطْلَاق

أَنَا فِي لَيْلِهَا نَيْزَك مُتَفَجِّرٌ
فِي نَهَارِهَا شَمْس وَإِشْرَاقٌ

أَنَا سَيْفِهَا البًتَّار عَلَى الْعِدَا
أَنَا بُرْكان ثَائِرٌ و إحْرَاق

أَنَا بَحْرهَا إذَا رَكِبَهُ الْعِدَا
كَانَ مِنِّي انْشِقَاق وإغراق

أَنَا شَجَر الزَّيْتُون أَنَا برتقالها
أسألوا عَنِّي كَم أَكَلُوا مِنِّي وَكَم ذَاقُ

أَنَا ابْنُ جِبَال النَّار وأسدها
أَنَا مِنْ يَحْمِي حَمَاه والرفاق

أَنَا مُغْرَم ببطاح أَرْضِي وَجِبَالِهَا
أَنَا مِنْ شَرِبَ مِنْ مَائِهَا الرّقْرَاق

مَا كُلُّ الطُّيورِ تستسيغ طَعْمُهَا
مُرّ لَحَمْنَا لَا يستساغ مَذَاق

عَرِج عَلَى الْأَقْصَى وَصَل بساحاته
و أَشْرَح لَه حنيني و الأشواق

ببَاب الْمَغَارِبَة اجْلِس وَحَطّ رحالك
يَهْفُو الْفُؤَادُ لَهُ وتشتاقه الْأَحْدَاق

وَقُبَّة الصَّخْرَةَ الَّتِي هِيَ شَاهِدٌ
عَلَى إسْرَاءٌ وَمِعْرَاج النَّبِيّ بِالْبُرَاق

ومغارة الْقِيَامَة الَّتِي تَشْهَدُ مِيلاَد
عِيسَى وَمَائِدَة السَّمَاء إغْدَاق

وَتَفَكَّر بِخَلْقِ اللَّهِ وَتَدْبِيرِه كَم مَنّ
ّ عَلَيْك بِنَجَاح مِنْ بَعْدِ إِخْفَاقٌ

وَاذْكُرْ رَبَّك كَثِيرًا و تَضَرَّع لَه
دَع اللِّسَان والمهاج لِذِكْرِه عُشَّاق

وَأَحْسَب ليومك لَا تَعِيشُ بَعْدَه
وَإِنَّك سَوْف تُحْمَلُ عَلَى الْأَعْنَاقِ

مَتَّع فُؤَادَك مَا اسْتَطَعْت بِذِكْرِ مُحَمّدٍ
وَأَشْرَبَ مِنْ يَدِهِ مَاءَه الزُّلَال الرّقْرَاق

واترع كُؤُوس الْحُبُّ فِي لَيْلٍ الدُّجَى
و أَرْحَم فؤادا" بِحُبِّكُم خَفّاق

هَذَا أَنَّا ابْنُ فِلَسْطِين ابْن تُرَابُهَا
الرُّوح لَهَا فِدًا مِنَّا و الْأَحْدَاق

بقلمي لَيْلَى النَّصْر