الأحد، 16 يونيو 2019

ماذا لو أنك لم تغِبْ .. ؟؟ بقلم الاستاذة المتألقة فاديا حسون

ماذا لو أنك لم تغِبْ .. ؟؟
ماذا لو بقيتَ ماكثًا بين حنايا الروح ..؟ ؟
لعلك لاتدرك حجم اشتياقي..
أو لعله عوَزٌ غير مسبوق لطيفك الحبيب...
أتعلمُ ماذا كنتُ لأكونَ لك في شيخوختك لو بقيت ؟؟
كنت سأصيرُ  عكّازَك حين تخذلُك قدماك عن المسير في طرقات الحياة الوعرة...
وسأكون نظّارتك التي تبصر بها الكون حين تترهل شبكية عينيك...
سأكون سمّاعةً في أذنيك حين يترهّل غشاءُ الطبل في حضرة تقادم السنين...
سأكون لك حقنة الأنسولين فيما لو فاضت حلاوة دمك وفقدتَ السيطرة على انضباط السكّر في أوردتك وشرايينك ...
سأكون لك كبسولة الدواء حين يداهمك الصداع...
وبوصلتك حين يهيج البحر وتفقد سفينتك بصيرتها...
سأكون مظلتك...
 حين تشتدُّ رمضاءُ تمّوز...
وحين يباغتك مطرُ أيلول...
سأكون معطفك حين ترتعد أوصالك في ليالي كانون الباردة..
كنت سأشاطرك قهوتك الصباحية على أنغام فيروز...
وسأتلو بصوتٍ عالٍ أعذب كلماتي التي كنتَ تعشقُها وماتزال ..
وسأمتّع مقلتيّ بالنظر إلى وجهك المبتسم وهو يروي لي ألف الف قصيدة غرام...
لكنك ياشهرياري آثرتَ الغياب بإلحاح..
فسكتت شهرزادُك عن الكلام المباح..

فادية حسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق