غرباء ...
بقلمي
تغريد الحاج
~~~~~~~
رغم رحابة هذا الكون ورغم فسحة الفضاء ورغم امتداد البحار الواسعه ورغم الأودية السحيقة والجبال الراسخات الا ان هناك
جوانب مظلمة ضيقة يعيشها البعض فتلك مأساة ان يشعر المرء انه بالرغم من هذا الكون الفسيح يشعر بالوحده والكآبة، لا لشيء انما
لانه فقد كل شيء !!!!
يروى ان رجلاً ميسور الحال تزوج من امرأة صالحة تقية انجب منها ولداً ربياه على الأخلاق الحميدة ومخافة الله، تأمل هذا الرجل ان يعيش حياته سعيدا بزوجته وابنه فكان الأب الحنون العاطفي الذي لم يبخل يوما على عائلته التي كانت كل حياته، هذا الرجل العصامي كرّسَ
كل حياته متفانيا في خدمة عائلته لا ينتقص من حقوقها شيئا ولا ينتقص من واجباته تجاهها، كان يبتسم حين يرى عائلته فرحة سعيدة كأنه يملك الكون بما فيه .....
مع الايام كبر هذا الابن وكان الأب يرى فيه الخلف الصالح الذي يحمل اسمه بعد وفاته، أراد الرجل الذي بلغ من العمر كبراً هو وزوجته أن يفرحا بابنهما ويزوجاه عسى ان ينجب لهما الأحفاد والذرية الصالحه كما كان الابن ايضا يفكر بالزواج والاستقرار بعد أن أنهى دراسته، وشاءت الظروف ان يتعرف هذا الشاب على فتاة احبها واحبته دون معرفة والده، وتعاهدا على الزواج وبالفعل تزوج الشاب ولم يكن بيد الأب حيله بل بارك هذا الزواج معتقدا ان ابنه الذي رباه وعلمه على فضائل الأخلاق الكريمة لاضير ان اختار شريكة حياته بنفسه فبارك الوالدان الزواج وقدما للابن كل ما يحتاج، واختار العروسين منزلا لهما في منطقة أخرى بعيدا عن والديه ومرت الايام والأب والام في حيرة من امرهم، لماذا ابتعد الابن عنهما ؟؟؟ لماذا لم يعد يسأل عنهما ؟؟؟ لماذا لا يزورهما ؟؟ وأسئلة كثيرة تراود فكرهما دون أن يجدا مبررا له .
مضت الايام والسنون الاب أصبح طاعنا في السن مريضا لا حول له ولا قوه والام اسودت الدنيا في عينيها وكانت تكظم الغيظ في نفسها مما اصابها بمرض عضال فارقت بعدها الحياة، تاركة زوجها الحبيب وشريك عمرها في وضع لا يحسد عليه، الزوجة متوفية، والابن بعيد عنه لا بعرف عنه شيئا، ولم يره من زمن ولا يعرف اخباره، والابن اصبح غير مكترثا بوالديه لدرجة انه لم يحضر إلى منزل والديه الا يوم توفيت والدته، الأب في حيرة من امره ايستقبل ابنه في بيته ايعيره اي اهتمام، ام يحسبه اي شخص عادي جاء يحضر الدفن ....
دمعة سقطت من عيني الاب كانها الجمر تكوي فؤاده وهو يرى ابنه اصبح غريبا عنه، وكيف اصبح بهذا القلب االاقسى من الصوان
دمعة لو غسلت بكل ماء العالم لبقيت حارقه، لكن ذاك الابن لم يشعر بنار الجمر في دمعة والده، كيف انقلب هذا الابن بعد الزواج ؟؟!!! كيف أصبح ؟؟!!! كيف نسي تربية والديه ؟؟؟!!!! كيف نسي الأخلاق الحميده التي زرعها الوالدان فيه؟؟!!! كيف وكيف وكيف .... اسئلة يسالها الأب لنفسه ويتساءل ايضا هل الزوجه التي اختارها الابن هي السبب ؟؟ ام ان ابنه لم يعد ابنه بعد الزواج ؟؟؟ هل الظروف هي التي جعلت من الابن عاقاً بوالديه ؟؟؟ ام ان الابن لم يعد كما كان ذاك الانسان الذي يجب ان يبرَ والديه كما أمر الله، ولكنه اختار ان تكون تلك الزوجة هي كل شيء في حياته ولو أدى ذلك إلى عقوق والديه ؟!!
هذه الزوجة التي كانت السبب في ابتعاد زوجها عن والديه، زوجة جعلت من زوجها بدهائها لعبة بين يديها تلعب به كيفما تشاء، فلقد بلغ سواد قلبها وعقلها، ارادت من هذا الزوج أن يكون ضعيف الشخصية ناكرا والديه، وكان لها ما ارادت !!!!!
وذاك الزوج المطواع لرغبات زوجته اصبح هزيل الشخصية امامها
لا حول ولا قوة الا بالله، فاي رجل هذا الذي انكر وتنكر لوالديه ارضاء لزوجته، واي زوجة تلك التي لم يحاسبها ضميرها ولا دينها يوما على فعلها، زوجة متسلطه ورجل ضعيف الشخصية لا يقوى على امر، ولكن الله ليس بغافل عما يفعلون، لقد استبد بها الظلم والطغيان لدرجة انها حين كبر أولادها تخلت عن هذا الزوج الدمية، تخلت عنه بكل جبروتها وطردته من المنزل وأولاده يضحكون، حينها تذكر الزوج ماذا فعل مع والديه وكيف تخلى عنهم وهم في أشد الحاجة إليه، وهنا تذكر أن
كما تُعامل تعامل وما مصير العقوق الا عقوق مثله وغضب من الله
اليست الدنيا بما رحبت ضيقة على هذا الأب؟؟!!!!!
بقلمي
تغريد الحاج
~~~~~~~
رغم رحابة هذا الكون ورغم فسحة الفضاء ورغم امتداد البحار الواسعه ورغم الأودية السحيقة والجبال الراسخات الا ان هناك
جوانب مظلمة ضيقة يعيشها البعض فتلك مأساة ان يشعر المرء انه بالرغم من هذا الكون الفسيح يشعر بالوحده والكآبة، لا لشيء انما
لانه فقد كل شيء !!!!
يروى ان رجلاً ميسور الحال تزوج من امرأة صالحة تقية انجب منها ولداً ربياه على الأخلاق الحميدة ومخافة الله، تأمل هذا الرجل ان يعيش حياته سعيدا بزوجته وابنه فكان الأب الحنون العاطفي الذي لم يبخل يوما على عائلته التي كانت كل حياته، هذا الرجل العصامي كرّسَ
كل حياته متفانيا في خدمة عائلته لا ينتقص من حقوقها شيئا ولا ينتقص من واجباته تجاهها، كان يبتسم حين يرى عائلته فرحة سعيدة كأنه يملك الكون بما فيه .....
مع الايام كبر هذا الابن وكان الأب يرى فيه الخلف الصالح الذي يحمل اسمه بعد وفاته، أراد الرجل الذي بلغ من العمر كبراً هو وزوجته أن يفرحا بابنهما ويزوجاه عسى ان ينجب لهما الأحفاد والذرية الصالحه كما كان الابن ايضا يفكر بالزواج والاستقرار بعد أن أنهى دراسته، وشاءت الظروف ان يتعرف هذا الشاب على فتاة احبها واحبته دون معرفة والده، وتعاهدا على الزواج وبالفعل تزوج الشاب ولم يكن بيد الأب حيله بل بارك هذا الزواج معتقدا ان ابنه الذي رباه وعلمه على فضائل الأخلاق الكريمة لاضير ان اختار شريكة حياته بنفسه فبارك الوالدان الزواج وقدما للابن كل ما يحتاج، واختار العروسين منزلا لهما في منطقة أخرى بعيدا عن والديه ومرت الايام والأب والام في حيرة من امرهم، لماذا ابتعد الابن عنهما ؟؟؟ لماذا لم يعد يسأل عنهما ؟؟؟ لماذا لا يزورهما ؟؟ وأسئلة كثيرة تراود فكرهما دون أن يجدا مبررا له .
مضت الايام والسنون الاب أصبح طاعنا في السن مريضا لا حول له ولا قوه والام اسودت الدنيا في عينيها وكانت تكظم الغيظ في نفسها مما اصابها بمرض عضال فارقت بعدها الحياة، تاركة زوجها الحبيب وشريك عمرها في وضع لا يحسد عليه، الزوجة متوفية، والابن بعيد عنه لا بعرف عنه شيئا، ولم يره من زمن ولا يعرف اخباره، والابن اصبح غير مكترثا بوالديه لدرجة انه لم يحضر إلى منزل والديه الا يوم توفيت والدته، الأب في حيرة من امره ايستقبل ابنه في بيته ايعيره اي اهتمام، ام يحسبه اي شخص عادي جاء يحضر الدفن ....
دمعة سقطت من عيني الاب كانها الجمر تكوي فؤاده وهو يرى ابنه اصبح غريبا عنه، وكيف اصبح بهذا القلب االاقسى من الصوان
دمعة لو غسلت بكل ماء العالم لبقيت حارقه، لكن ذاك الابن لم يشعر بنار الجمر في دمعة والده، كيف انقلب هذا الابن بعد الزواج ؟؟!!! كيف أصبح ؟؟!!! كيف نسي تربية والديه ؟؟؟!!!! كيف نسي الأخلاق الحميده التي زرعها الوالدان فيه؟؟!!! كيف وكيف وكيف .... اسئلة يسالها الأب لنفسه ويتساءل ايضا هل الزوجه التي اختارها الابن هي السبب ؟؟ ام ان ابنه لم يعد ابنه بعد الزواج ؟؟؟ هل الظروف هي التي جعلت من الابن عاقاً بوالديه ؟؟؟ ام ان الابن لم يعد كما كان ذاك الانسان الذي يجب ان يبرَ والديه كما أمر الله، ولكنه اختار ان تكون تلك الزوجة هي كل شيء في حياته ولو أدى ذلك إلى عقوق والديه ؟!!
هذه الزوجة التي كانت السبب في ابتعاد زوجها عن والديه، زوجة جعلت من زوجها بدهائها لعبة بين يديها تلعب به كيفما تشاء، فلقد بلغ سواد قلبها وعقلها، ارادت من هذا الزوج أن يكون ضعيف الشخصية ناكرا والديه، وكان لها ما ارادت !!!!!
وذاك الزوج المطواع لرغبات زوجته اصبح هزيل الشخصية امامها
لا حول ولا قوة الا بالله، فاي رجل هذا الذي انكر وتنكر لوالديه ارضاء لزوجته، واي زوجة تلك التي لم يحاسبها ضميرها ولا دينها يوما على فعلها، زوجة متسلطه ورجل ضعيف الشخصية لا يقوى على امر، ولكن الله ليس بغافل عما يفعلون، لقد استبد بها الظلم والطغيان لدرجة انها حين كبر أولادها تخلت عن هذا الزوج الدمية، تخلت عنه بكل جبروتها وطردته من المنزل وأولاده يضحكون، حينها تذكر الزوج ماذا فعل مع والديه وكيف تخلى عنهم وهم في أشد الحاجة إليه، وهنا تذكر أن
كما تُعامل تعامل وما مصير العقوق الا عقوق مثله وغضب من الله
اليست الدنيا بما رحبت ضيقة على هذا الأب؟؟!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق