" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة العشرون ....
-------------------------
بلدة عرب الرمل. قضاء حيفا هذه البلدة التي تقع قرب نهر المقطع والقريبة من دالية الكرمل هي إحدى قرى حيفا التي سكنتها قبائل وعشائر عربية كثيرة ورغم قربها من مدينة حيفا إلا انها حافظت على عاداتها وتقاليدها العربية الاصيلة مما اضاف إلى مدينة حيفا تنوعاً تقافيا ومزيجاً رائعا بين الحضارة والبداوة فكانت حيفا من أغنى المدن الفلسطينية ثقافة حيث سكن بها عدة طوائف وعدة شخضيات غير عربية هذه الفسيفساء الجميلة، وموقع حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط جعلها اشهر مدينة تجارية بحرية بل ربما اقدم مدينة تجارية بحرية في العالم العربي ...
عرب الرمل ... إحدى قطع هذه الفسيفساء الجميلة التي نقلت حياة البداوة إلى المدينة وصقلت كثيرا من الأفكار حول التقارب بين البداوة وبين حضارة المدن ....
ومن العائلات التي بنت بلدة عرب الرمل عائلات ترتبط بعضها ببعض بسبب المصاهرة والعادات والتقاليد التي جمعت بينها وقد نجد اختلاف أسماء كنية العائلات الا انها تتصل ببعضها بصلة القربى
عائلة مهاوش إحدى هذه العائلات التي غادرت بلدة عرب الرمل بعد احتلالها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948 والتي ساهم جيش الإنقاذ حينها بتسليم الكثير من البلدات إلى العصابات الصهيونية وجيش الانتداب البريطاني الذي كان يحكم فلسطين، آل مهاوش هاجر قسم منهم إلى سوريا والأردن ولبنان ومن العائلات التي هاجرت إلى لبنان والتي سكنت في حي الخضر قرب المسلخ مثل باقي عائلات عرب الرمل ومنها انتقلت للإقامة في مخيم تل الزعتر ...
عائلة العم مهاوش مهاوش ابو صالح رحمه الله الذي هاجر من فلسطين عام النكبة بعد ان شارك في معارك التصدي لعصابات الهغاناه وشتيرن وغيرها بالدفاع عن بلدته وعن مدينة حيفا حيث التحق معظم رجال وشباب بلدة عرب الرمل بالجهاد المقدس، لكن العصابات الصهيونية المدعومة من بريطانيا وتخاذل الأنظمة والجيوش العربية تمكنت هذه العصابات من احتلال قرى ريف حيفا وعاثت بها قتلا وتدميرا، ولم ينسى العم ابو صالح مهاوش عادات وتقاليد عشيرته رغم النكبة والفقر والعوز، بقيت مضافته المعروفة في تل الزعتر والتي لم تغلق أبوابها يوما وكان يقصدها الكثير من الجيران والضيوف العم ابو صالح مهاوش كان يعمل في ذلك الوقت في بناء وترميم البركيات التنك لسكان المخيم حيث كانت بيوت المخيم مصنوعة من ألواح من الصفائح المعدنية (التنك) والخشب كان ممنوعا على الفلسطينيين السكن ببيوت من حجر وحتى بيوت التنك كان الفلسطيني بحاجة إلى تصريح من المغفر لترميم بيته او تغيير لوح تنك، كان العم ابو صالح يعمل بهذه المهنة التي لا تكفي سد نفقات أسرته المكونة من ثمانية افراد ورغم ذلك لم يتخلى يوما عن المضافة والقهوة السادة التي كانت تزين صدر منزله بالمنقل النحاس واباريق القهوة والمهباج كان رحمه الله مضيافا كريما دائم الابتسامة يبتسم للصغير والكبير واحبه كل جيرانه وكل المحيط الذي يسكنه بل تعدت محبته لتشمل معظم أبناء المخيم اولاده/صالح، محمد، احمد وبناته/ غزاله، فاطمة، ليلى ...
صالح رحمه الله كان احد مؤسسي فرقة المسرح الوطني الفلسطيني في مخيم تل الزعتر شاب خلوق، خجول، مرح لأبعد الحدود، كان عاشقاً لفلسطين ... احبها وعاشها بقلبه هو وشقيقه الشهيد محمد أبو طارق احد شهداء مخيم تل الزعتر رحمه الله ...
هذه الفرقة تعرضت عدة مرات لاعتقال افرادها والتحقيق معهم مما دفع بصالح مهاوش للسفر إلى ألمانيا حيث توفي هناك رحمه الله لدي دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيمات التزم أفراد هذه العائلة الكريمة بالعمل الوطني كباقي عائلات المخيم.
محمد رحمه الله رغم انه كان يحمل أفكارا وثقافة السلم الا انه كان يؤمن بمبادئ حركة فتح عاش الحصار وشارك في القتال في معركة تل الزعتر إلى ان استشهد رحمه الله تاركا وراءه زوجته وابنه طارق
احمد كان شبلا في ذاك الوقت التحق مع شقيقته غزاله بقوات التحرير الشعبية وكانت غزالة من اوائل صبايا المخيم اللواتي التحق بالعمل الفدائي كذلك كانت فاطمة مهاوش إحدى مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم تل الزعتر وتزوجت من النقيب الشهيد إبراهيم المنشاوي رحمه الله ... اما ابنه احمد فقد آثر السفر
الى السويد، ولم يخلو يوما بيت العم ابو صالح رحمه الله من الضيوف ومن النقاشات حول القضية الفلسطينية.ولم يخلو بيته يوما من صوت دقة المهباج التي كانت تشعر المارة بأن في هذا البيت مضافة عربية
رحم الله العم ابو صالح مهاوش وأولاده وزوجته السيدة الفاضلة ام صالح واطال بعمر ابنه احمد وبناته ...
تل الزعتر اكبر من جرح واصغر من موت لن تموت ولن تمحى من ذاكرتنا.
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة العشرون ....
-------------------------
بلدة عرب الرمل. قضاء حيفا هذه البلدة التي تقع قرب نهر المقطع والقريبة من دالية الكرمل هي إحدى قرى حيفا التي سكنتها قبائل وعشائر عربية كثيرة ورغم قربها من مدينة حيفا إلا انها حافظت على عاداتها وتقاليدها العربية الاصيلة مما اضاف إلى مدينة حيفا تنوعاً تقافيا ومزيجاً رائعا بين الحضارة والبداوة فكانت حيفا من أغنى المدن الفلسطينية ثقافة حيث سكن بها عدة طوائف وعدة شخضيات غير عربية هذه الفسيفساء الجميلة، وموقع حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط جعلها اشهر مدينة تجارية بحرية بل ربما اقدم مدينة تجارية بحرية في العالم العربي ...
عرب الرمل ... إحدى قطع هذه الفسيفساء الجميلة التي نقلت حياة البداوة إلى المدينة وصقلت كثيرا من الأفكار حول التقارب بين البداوة وبين حضارة المدن ....
ومن العائلات التي بنت بلدة عرب الرمل عائلات ترتبط بعضها ببعض بسبب المصاهرة والعادات والتقاليد التي جمعت بينها وقد نجد اختلاف أسماء كنية العائلات الا انها تتصل ببعضها بصلة القربى
عائلة مهاوش إحدى هذه العائلات التي غادرت بلدة عرب الرمل بعد احتلالها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948 والتي ساهم جيش الإنقاذ حينها بتسليم الكثير من البلدات إلى العصابات الصهيونية وجيش الانتداب البريطاني الذي كان يحكم فلسطين، آل مهاوش هاجر قسم منهم إلى سوريا والأردن ولبنان ومن العائلات التي هاجرت إلى لبنان والتي سكنت في حي الخضر قرب المسلخ مثل باقي عائلات عرب الرمل ومنها انتقلت للإقامة في مخيم تل الزعتر ...
عائلة العم مهاوش مهاوش ابو صالح رحمه الله الذي هاجر من فلسطين عام النكبة بعد ان شارك في معارك التصدي لعصابات الهغاناه وشتيرن وغيرها بالدفاع عن بلدته وعن مدينة حيفا حيث التحق معظم رجال وشباب بلدة عرب الرمل بالجهاد المقدس، لكن العصابات الصهيونية المدعومة من بريطانيا وتخاذل الأنظمة والجيوش العربية تمكنت هذه العصابات من احتلال قرى ريف حيفا وعاثت بها قتلا وتدميرا، ولم ينسى العم ابو صالح مهاوش عادات وتقاليد عشيرته رغم النكبة والفقر والعوز، بقيت مضافته المعروفة في تل الزعتر والتي لم تغلق أبوابها يوما وكان يقصدها الكثير من الجيران والضيوف العم ابو صالح مهاوش كان يعمل في ذلك الوقت في بناء وترميم البركيات التنك لسكان المخيم حيث كانت بيوت المخيم مصنوعة من ألواح من الصفائح المعدنية (التنك) والخشب كان ممنوعا على الفلسطينيين السكن ببيوت من حجر وحتى بيوت التنك كان الفلسطيني بحاجة إلى تصريح من المغفر لترميم بيته او تغيير لوح تنك، كان العم ابو صالح يعمل بهذه المهنة التي لا تكفي سد نفقات أسرته المكونة من ثمانية افراد ورغم ذلك لم يتخلى يوما عن المضافة والقهوة السادة التي كانت تزين صدر منزله بالمنقل النحاس واباريق القهوة والمهباج كان رحمه الله مضيافا كريما دائم الابتسامة يبتسم للصغير والكبير واحبه كل جيرانه وكل المحيط الذي يسكنه بل تعدت محبته لتشمل معظم أبناء المخيم اولاده/صالح، محمد، احمد وبناته/ غزاله، فاطمة، ليلى ...
صالح رحمه الله كان احد مؤسسي فرقة المسرح الوطني الفلسطيني في مخيم تل الزعتر شاب خلوق، خجول، مرح لأبعد الحدود، كان عاشقاً لفلسطين ... احبها وعاشها بقلبه هو وشقيقه الشهيد محمد أبو طارق احد شهداء مخيم تل الزعتر رحمه الله ...
هذه الفرقة تعرضت عدة مرات لاعتقال افرادها والتحقيق معهم مما دفع بصالح مهاوش للسفر إلى ألمانيا حيث توفي هناك رحمه الله لدي دخول الثورة الفلسطينية إلى المخيمات التزم أفراد هذه العائلة الكريمة بالعمل الوطني كباقي عائلات المخيم.
محمد رحمه الله رغم انه كان يحمل أفكارا وثقافة السلم الا انه كان يؤمن بمبادئ حركة فتح عاش الحصار وشارك في القتال في معركة تل الزعتر إلى ان استشهد رحمه الله تاركا وراءه زوجته وابنه طارق
احمد كان شبلا في ذاك الوقت التحق مع شقيقته غزاله بقوات التحرير الشعبية وكانت غزالة من اوائل صبايا المخيم اللواتي التحق بالعمل الفدائي كذلك كانت فاطمة مهاوش إحدى مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم تل الزعتر وتزوجت من النقيب الشهيد إبراهيم المنشاوي رحمه الله ... اما ابنه احمد فقد آثر السفر
الى السويد، ولم يخلو يوما بيت العم ابو صالح رحمه الله من الضيوف ومن النقاشات حول القضية الفلسطينية.ولم يخلو بيته يوما من صوت دقة المهباج التي كانت تشعر المارة بأن في هذا البيت مضافة عربية
رحم الله العم ابو صالح مهاوش وأولاده وزوجته السيدة الفاضلة ام صالح واطال بعمر ابنه احمد وبناته ...
تل الزعتر اكبر من جرح واصغر من موت لن تموت ولن تمحى من ذاكرتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق