الأحد، 24 مايو 2020

بتحرير الغالي... والعودة ... بقلم الروائي الفلسطيني المحامي حسن عبادي

بتحرير الغالي... وبالعودة

العيد الحقيقي للأسرى وأهاليهم يوم تحرّرهم ولقاء أحبّتهم؛
في العادة، نستقبل العيد بالبهجة والسرور، إلّا الأسرى وأهاليهم يستقبلونه بالدموع والألم، بحسرة الفراق، حرقة وحرمان اللقاء... يجدّد الألم ولهيب الشوق؛ 
في العيد، يشعر الأسير بالوحشة والغربة والحنين، والشوق لكعك وقهوة أمّه.

العيد الحقيقي للأهل المهجّرين في الوطن والشّتات يوم عودتهم ولقاء الأحبّة واللمّة في ساحة البيت؛

في العادة نستقبل العيد بالبهجة والسرور، إلّا الأهل اللاجئين والمهجّرين يستقبلونه بالدموع والألم، بحسرة الفقدان...يجدّد الألم ولهيب الشوق؛

تحضّر الأم الكعك وتجلس باب البيت بعيون دامعة وغصّة في قلبها تنتظر غاليها لتُطلق الزغرودة وتقدّم له كعكة العيد... لكنّها تسمع اللعنة "بتحرير الغالي"!!!

تحضّر الأم الكعك وتجلس باب البيت بعيون دامعة وغصّة في قلبها تنتظر العودة لتُطلق الزغرودة وتقدّم للمهنّئين كعكة العيد...لكنها تسمع اللعنة "بالعودة"!!!

أمّهات الأحمدين، باسم، حسام، سامر، سائد، شادي، هيثم، طيّون، عاصم، كريم، كميل، مروان، ناصر، منذر، إسلام، الوائلين، وليد ومعتزّ الذين قابلتهم في السجون خلال السنة الأخيرة، والأمّهات للأعزّاء اللاجئين في الوطن والشتات، لم يتذوّقن طعم العيد منذ اعتقال أبنائهنّ، أو منذ التهجير، ومنهن من توفيّت بحسرتها دون تحقيق الحلم؛ ومثلهن آلاف الأمهات الفلسطينيّات!

في هذا العيد أحتضنكنّ واحدة واحدة وأقول لكنّ: بتحرير الغالي و/أو بالعودة!!!

حيفا (23 أيار 2020)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق