تل الزعتر...
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة اربعة وستين
...
~~~~~~~~~~~~
خاضت العرب معارك مع العدو الصهيوني منذ العام 1948، اي ثلاثة حروب في أوقات متفاوته، للأسف كانت هذه الحروف اما نكبة او نكسة او حرب تحريك واقع، وليس حرب تحرير ارض، في تل الزعتر كانت المعركة أشرس وأشد فتكاً من كل الحروب التي خاضها زعامات العرب ضد إسرائيل، بل وأكثرها مجازر دمويه، كان التصميم على دمار المخيم وذبح سكانه بالجملة، فلو كان لدى العرب قراراً لضرب الكيان الصهيوني كما حصل في مخيم تل الزعتر لتم إزالة الكيان من الوجود، معركة تل الزعتر غابت عنها كل القيم الإنسانية، واختفى الضمير العربي الذي اضحى في سبات عميق وما يزال، معركة لم يحصل مثلها في عهد الجاهلية ولا في القرون الوسطى، معركة استخدم فيها التطهير العرقي على أساس طائفي، معركة غير متكافئة بكل المعايير العسكرية والسياسية، مخيم يتجاوز عدد سكانه أربعون الف نسمه من مختلف الجنسيات العربية، لم يتجاوز عدد المقاتلين به 400 مقاتل يُترك وحيداً في مواجهة قوى أكثر تسليحاً الاف المرات، تسليح إسرائيل لهذه الأحزاب اليمينية الانعزاليه، وتسليح دولة، معركة بالمفهوم العسكري لسير المعارك هي عبارك عن كتيبة مسلحة بأسلحة ميدانية فردية مقابل جيش عرمرم يملك أقوى الأسلحة والجغرافية الواسعة، رغم كل ذلك كان القرار في مخيم تل الزعتر الصمود، وكان السؤال الأكثر صعوبة بالإجابة عليه، من يضمن سلامة الأعراض أن سلمنا، من يضمن سلامة الأرواح للأطفال والنساء والعجز، لا جواب، كان الجواب اصعب من السؤال نفسه، مخيم محاط من كل الاتجاهات بقوات الجبهة اللبنانيه التي أحكمت السيطره عليه لدرجة انها اكتشفت طريقا، فرعية ضيقة جدا يسلكها بعض المقاتلين في منطقة قناطر زبيدة، وهي طريق غير آمنه محاطة بالمخاطر، مما دفعه إلى تشديد الرقابة على هذه الطريق وقطعها بالاليات لمنع خروج اي مقاتل من المخيم، رغم ذلك الكثيرين حاولوا سلوك عدة طرق فرعية من ناحيه مناطق المكلس والمنصوريه للتسلل والوصول إلى عاليه، اما بقية الطرق الموصلة إلى بيروت الغربية فكان من المستحيل سلوكها، الدكوانه كانت مركز العمليات للكتائب وكذلك منطقة سن الفيل ومنطقة النبعه، كانت طريق المتحف مقطوعه عند حي السريان الذين شاركوا بكثافة في القتال مع حزب الوطنيين الأحرار، لم يكن أمام المقاتلين اي طريق الا عبر الارض الوعرة، قيادة الفصائل الفلسطينية في تل الزعتر لم يعد لديها أي خيار بعد ان قطعت الأمل بالوعود التي كانت تعد بها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لم تعد ترى القيادة في المخيم اي بصيص نور او امل، ساعات إرباك غريبة لأول مره تقف الفصائل عاجزه امامها عن أي فعل، قيادة عاجزه عن فتح ولو ثغره للوصول إلى المخيم، وبدأ السؤال الثاني على لسان أبناء المخيم، اذا تمكن بعض المقاتلين من اختراق مواقع القوى الانعزالية والدخول والدخول إلى المخيم والخروج منه، فكيف تعجز القيادة ام تفتح ثغره على غرار هؤلاء المقاتلين، كان من المفروض أن تعزز القيادة دخول أفراد او مجموعات إلى المخيم، ان كانت غير قادره على خوض معركة من مناطق الجبل او من مناطق الضاحية الجنوبية خاصة من محاور الشياح لاختراق منطقة عين الرمانه التي تبعد حوالي 4كلم عن جسر الباشا وتل الزعتر، اسئلة مشروعه في زمن الحرب وفي ظروف مثل ظروف تل الزعتر، الذي غير بعض المعادلات السياسية بصموده الذي لم يسبق له مثيل، أنّ تقف الفصائل عاجزة تماماً عن أي فعل، فهذا يعني حالة من الضياع للسكان المدنيين، هل مطلوب من السكان تقرير مصير المعركة، ام تقرير مصيرهم ومصير المخيم، هل هم اصبحوا أصحاب القرار للبقاء في المخيم، ام يعلن السكان سقوط المخيم، مرة أخرى اسئلة لا إجابة لها، من يتحمل المسؤولية بعد ذلك، 'ما ذنب هؤلاء الناس يُتركون لوحدهم يواجهون مصيرهم المجهول، كل هذه المعطيات وما زال القصف والقنص سيد الموقف، حالة من الصعب وصفها ومن الصعب تحليل ما يجري، وكان القرار الذي افجع الجميع، قرار الخروج من المخيم رغم ما يعترضه من مخاطر، رغم أن المخيم لم يسقط، ولم تتجرأ اي قوة عسكرية الدخوا ولو أمتار إلى المخيم ما بقى سكانه موجودين، قرار اصعب من قرار خروج أهلنا من فلسطين في نكبة48، ربما لاننا لم نعيش أعوام النكبه، وربما لان هول ما جرى لم يكن يتوقعه العقل الآدمي، رغم انعدام القيم الأخلاقية، ورغم غياب الضمير، لم يكن احد يتوقع ما حصل، ولو كان الناس يتوقعون ذلك لما خرج احدا من المخيم ولو استمرت المعركة عام وأكثر، ولقاتل أبناء المخيم حتى الرمق الأخير ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
جرح يأبى النسيان
بقلمي / تغريد الحاج
الحلقة اربعة وستين
...
~~~~~~~~~~~~
خاضت العرب معارك مع العدو الصهيوني منذ العام 1948، اي ثلاثة حروب في أوقات متفاوته، للأسف كانت هذه الحروف اما نكبة او نكسة او حرب تحريك واقع، وليس حرب تحرير ارض، في تل الزعتر كانت المعركة أشرس وأشد فتكاً من كل الحروب التي خاضها زعامات العرب ضد إسرائيل، بل وأكثرها مجازر دمويه، كان التصميم على دمار المخيم وذبح سكانه بالجملة، فلو كان لدى العرب قراراً لضرب الكيان الصهيوني كما حصل في مخيم تل الزعتر لتم إزالة الكيان من الوجود، معركة تل الزعتر غابت عنها كل القيم الإنسانية، واختفى الضمير العربي الذي اضحى في سبات عميق وما يزال، معركة لم يحصل مثلها في عهد الجاهلية ولا في القرون الوسطى، معركة استخدم فيها التطهير العرقي على أساس طائفي، معركة غير متكافئة بكل المعايير العسكرية والسياسية، مخيم يتجاوز عدد سكانه أربعون الف نسمه من مختلف الجنسيات العربية، لم يتجاوز عدد المقاتلين به 400 مقاتل يُترك وحيداً في مواجهة قوى أكثر تسليحاً الاف المرات، تسليح إسرائيل لهذه الأحزاب اليمينية الانعزاليه، وتسليح دولة، معركة بالمفهوم العسكري لسير المعارك هي عبارك عن كتيبة مسلحة بأسلحة ميدانية فردية مقابل جيش عرمرم يملك أقوى الأسلحة والجغرافية الواسعة، رغم كل ذلك كان القرار في مخيم تل الزعتر الصمود، وكان السؤال الأكثر صعوبة بالإجابة عليه، من يضمن سلامة الأعراض أن سلمنا، من يضمن سلامة الأرواح للأطفال والنساء والعجز، لا جواب، كان الجواب اصعب من السؤال نفسه، مخيم محاط من كل الاتجاهات بقوات الجبهة اللبنانيه التي أحكمت السيطره عليه لدرجة انها اكتشفت طريقا، فرعية ضيقة جدا يسلكها بعض المقاتلين في منطقة قناطر زبيدة، وهي طريق غير آمنه محاطة بالمخاطر، مما دفعه إلى تشديد الرقابة على هذه الطريق وقطعها بالاليات لمنع خروج اي مقاتل من المخيم، رغم ذلك الكثيرين حاولوا سلوك عدة طرق فرعية من ناحيه مناطق المكلس والمنصوريه للتسلل والوصول إلى عاليه، اما بقية الطرق الموصلة إلى بيروت الغربية فكان من المستحيل سلوكها، الدكوانه كانت مركز العمليات للكتائب وكذلك منطقة سن الفيل ومنطقة النبعه، كانت طريق المتحف مقطوعه عند حي السريان الذين شاركوا بكثافة في القتال مع حزب الوطنيين الأحرار، لم يكن أمام المقاتلين اي طريق الا عبر الارض الوعرة، قيادة الفصائل الفلسطينية في تل الزعتر لم يعد لديها أي خيار بعد ان قطعت الأمل بالوعود التي كانت تعد بها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لم تعد ترى القيادة في المخيم اي بصيص نور او امل، ساعات إرباك غريبة لأول مره تقف الفصائل عاجزه امامها عن أي فعل، قيادة عاجزه عن فتح ولو ثغره للوصول إلى المخيم، وبدأ السؤال الثاني على لسان أبناء المخيم، اذا تمكن بعض المقاتلين من اختراق مواقع القوى الانعزالية والدخول والدخول إلى المخيم والخروج منه، فكيف تعجز القيادة ام تفتح ثغره على غرار هؤلاء المقاتلين، كان من المفروض أن تعزز القيادة دخول أفراد او مجموعات إلى المخيم، ان كانت غير قادره على خوض معركة من مناطق الجبل او من مناطق الضاحية الجنوبية خاصة من محاور الشياح لاختراق منطقة عين الرمانه التي تبعد حوالي 4كلم عن جسر الباشا وتل الزعتر، اسئلة مشروعه في زمن الحرب وفي ظروف مثل ظروف تل الزعتر، الذي غير بعض المعادلات السياسية بصموده الذي لم يسبق له مثيل، أنّ تقف الفصائل عاجزة تماماً عن أي فعل، فهذا يعني حالة من الضياع للسكان المدنيين، هل مطلوب من السكان تقرير مصير المعركة، ام تقرير مصيرهم ومصير المخيم، هل هم اصبحوا أصحاب القرار للبقاء في المخيم، ام يعلن السكان سقوط المخيم، مرة أخرى اسئلة لا إجابة لها، من يتحمل المسؤولية بعد ذلك، 'ما ذنب هؤلاء الناس يُتركون لوحدهم يواجهون مصيرهم المجهول، كل هذه المعطيات وما زال القصف والقنص سيد الموقف، حالة من الصعب وصفها ومن الصعب تحليل ما يجري، وكان القرار الذي افجع الجميع، قرار الخروج من المخيم رغم ما يعترضه من مخاطر، رغم أن المخيم لم يسقط، ولم تتجرأ اي قوة عسكرية الدخوا ولو أمتار إلى المخيم ما بقى سكانه موجودين، قرار اصعب من قرار خروج أهلنا من فلسطين في نكبة48، ربما لاننا لم نعيش أعوام النكبه، وربما لان هول ما جرى لم يكن يتوقعه العقل الآدمي، رغم انعدام القيم الأخلاقية، ورغم غياب الضمير، لم يكن احد يتوقع ما حصل، ولو كان الناس يتوقعون ذلك لما خرج احدا من المخيم ولو استمرت المعركة عام وأكثر، ولقاتل أبناء المخيم حتى الرمق الأخير ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( تل الزعتر جرحٌ يأبى النسيان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق