الجمعة، 5 أبريل 2019

كنوز الأدب .. بقلم الأديب المتألق محمد جمال الغلاييني

سأل شاعر : -
مالي أرى الشمع  يبكي في مواقده
 من حرقـة النار أم من فرقة العسلِ ؟

فأجابه شاعر بأن السبب هو  الألم من حرقة النار ، وأجابه آخر بأن السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه . ولكنه لم يقتنع بما اجابوه .
اما الشاعر السوري صالح طه فقد فهم فورا مراده واجاد حين قال :
من لم تجانسْه فاحذر أنْ تجالسَه
 ماضر بالشـمع  إلا صحبة  الفتـلِ !

نعم إنَّ سبب بكاء الشمع وجود شيء في الشمع ليس من جنسه وهو الفتـيلة التي ستحترق وتحرقه معها !

ما اروعه من كلام :
 من لم تجانسه احذر ان تجالسه ..

تخيروا الصاحب كما تتخيروا اطايب الطعام وابهى الملابس .
تخيروا الصديق الذي سترفعون رأسكم بصداقته عندما تسيرون معه وتتباهون به امام الناس في الدارين :
" الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين * " .
تخيروا الصديق الذي يعكس صورتكم تماما :
" قل لي من تعاشر اقل لك من انت " .

تخيروا القرين الذي يترجم اخلاقكم وقيمكم :
" عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
   ان القرين بالمقارن يقتدي "

تخيروا الزوج _ الصاحب بالجنب - الذي سوف تمضون معه بقية حياتكم وتشاركونه افراحها واتراحها ، واي خلل في هذا الاختيار سيكون ثمنه باهظا :
ما كنت اعلم حين ضممتك الى روحي
 انني سألقى مصير شمع ضُم الى الفتل !

باختصار : تخيروا من تفتحوا له اسوار قلوبكم ، لان العبث بها ليس بهيِّن ابدا ..

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق