الأحد، 14 أبريل 2019

فقرة جديدة اسبوعيه في ملتقى شذرات من ذهب اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر ومديرة الملتقى/تغريد الحاج .... وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم من الحلقة 11 إلى 15

" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الحادية عشر  ....
-------------------------------
وعلما قالوا عنها عروس الجليل ونسوا انها بلد الزيتون الجليلي
تلك القرية  التي كانت تنام في احضان الطبيعة الخضراء، فوق ارضٍ متدرجةٍ غير متساوية بين بقاع يجمع بين جمال الطبيعة وبين انسياب ماء من الانهار التي تروي تربتها الطيبة، فكانت واحة خضراء بزيتونها وثمار أشجار الفواكه وتكثر  بيوت النحل لجني العسل ...
علما قرية تأخذ الألباب بجمالها الخلاب ومعاصر الزيتون والطواحين،

نزح أهالي علما مثل باقي قرى الجليل عام، 1948، دمّرها الاحتلال الإسرائيلي بعد مقاومتها لمشروع الاحتلال، نزح اهلها إلى لبنان وسوريا نتيجة قربها من الحدوز اللبنانية، فسكن اهلها في قرى الجنوب ثم انتقلت الى المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان، ناهيكَ عن الذين نزحوا إلى سوريا وما زالوا هناك بإنتظار العوده، لقد سكنت عائلات كثيرة من علما في مخيمات الجنوب والشمال، والقسم الكبير انتقل للعيش في مخيم تل الزعتر  بإنتظار العودة إلى علما وكل فلسطين ....

العم الفاضل والوجيه العلماوي العريق، محمد سليم الحاج خليل
( ابو احمد ) عرفناه ونحن صغار السن وعرفناه ونحن كبار، دمعة حزن فراق علما كانت تبدو في أحاديثه عنها والذكريات لاتنتهي بتلك الدمعه، كان رجلاً مسالماً هادئاً يفكر بعمق الكلمات كي لا يظلم احد، إضافة إلى ذلك كان صريحاً صادقا ووفيا، ينتقد بحق وبقول الصدق، لا يخشى بالحق لومة لائم فكان دائم القول، عين الشمس لا تُغطى بغربال، رجل تعلم من تربة علما جبروتها ومن مائها عذوبة الكلام، ومن وديانها عمق الفكر، ومن هضابها طراوة الاخلاق، ومن جبالها معنى الرسوخ والتجذر،
ومن زيت زيتونها حسنَ الذوق، ومن اشجارها المثمرة ان يكون حديثه حلو المذاق، جردته النكبة من ارضه التي طالما رواها بعرف الجبين والتعب، ليعيش في لبنان في بركيات البؤس والشقاء والحرمان ...
 محمد سليم الحاج خليل ( ابو احمد ) ذاك الرجل الطويل النحيف مثل غصن البان، لم يستسلم للنكبة ويجلس في بيته أمام حجم عائلته واولاده، بعد أن تقطعت سبل العودة للبلد، فعمل في ورش البناء في لبنان، كغيره من أهالي فلسطين  الأوفياء لاهلهم وعائلاتهم، فكانت مهنة البناء التي ازدادت في لبنان بعد النكبه الوسيلة الوحيدة تقريبا امام السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني، هذا العمل الشاق الذي اعتبره العامل الفلسطيني حينها شرفا له لتحصيل لقمة العيش وتمكنه من تعليم أولاده، رغم أن البعض كان في بلدته يملك الكثير الكثير من الأراضي الزراعية  والسكنيه، ومنهم، الحاج محمد سليم ابو احمد
الذي كان والده سليم الحاج خليل يملك قطعة أرضٍ وافرة في علما تعرف ب سلخه الحاج سليم، وهي معلم  من معالم قرية علما حيث أنها جبلية الموقع مائلة إلى عمق طويل من أعلى كتف الجبل الجنوبي لعلما، وصولا إلى وادي عوبه الممتد إلى ما يعرف اليوم بقرية صلحا من القرى السبع الواصلة للحدود اللبنانية وكلها اراضٍ مشجرةٍ بما لذ وطابَ من الفواكه، الحاج محمد سليم الحاج خليل كسب الصلابة والقوة الشموخ من طبيعة علما، كما ورث الكرم والجود وتواضع الاخلاق من شمسها كل صباح، عرفناه في تل الزعتر وعرفنا مضافته الشهيرة بالكرم والجود والتي كانت مقصدا لمعظم أهالي بلدة علما في تل الزعتر،
عرفناه وعرفنا عائلته الكريمه الزوجة، نزهة الحاج ابنة عمه، واولاده
احمد، محمود، حسين والد السيده الفاضله تغريد ،حسن، إبراهيم، قاسم
علي، منى ونجيه، وقد تزوج من السيدة الكريمه التي عرفها كل أبناء مخيم تل الزعتر الداية ام يوسف وانجب منها السيدة فاطمة ام رفعت  وهي الغنية عن التعريف ...
محمد سليم الحاج، رجلا متواضعا كريم النفس كان يبتعد عن اللغو والنميمة وضرر الناس، تعلم من الحياة أن الصمت اجمل الا إذا دعت الضرورة فكان يجهر  القول ولا يهاب، عرفناه وعرفنا بيته المتواضع  الذي في كل زاوية منه تجد الحشمة والوقار وحسن المعاملة وحسن الجوار، فكان خير جار لاخر جار، بنى علاقات وطيدة مع الكثيرين من أبناء المخيم حيث كان عصاميا لين الجانب والحضور  ...

في تل الزعتر  كان معظم أولاده  على مقاعد الدراسة او في مجال أعمالهم، التزموا بصفوف الثورة الفلسطينية وخاصة المرحوم  المناضل
حسين الحاج خليل الذي التحق بقوات التحرير الشعبيه التابعه لجيش التحرير الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية، لم يغادروا تل الزعتر رغم الظروف التي توفرت لهم للمغادرة  الا ان العم ابو احمد الحاج رفض الخروج من المخيم  واستمر مع اولاده إلى تاريخ  سقوط المخيم،  12/8/76، خلال المعارك وحين فقد الطعام  والماء في المخيم كان يجود بكل ما اوتي بين يديه لأبناء الحي ولم يبخل يوما عن العطاء، بعد سقوط المخيم كان من أوائل الرجال الذين قابلوا قيادة الثورة وخاصة الأخ أبو عمار وشقيقه الدكتور فتحي، كان ابو احمد محمد سليم  من اوائل من طالبوا القيادة ببحث البديل عن تل الزعتر
والا ضاعت حقوق اهل المخيم، لم يثنيه شيئا عن المطالبه بحقوق أهالي تل الزعتر وحقوق الشهداء والجرحى وكان يدافع عن وجهة نظره بكل كبرياء ....
رحمك الله يا أبا احمد ... رحمك الله في عليين واسكنك جنات النعيم
مع الأنبياء والمرسلين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ...
تل الزعتر اسم عصي على النسيان واهله خير من يكتب التاريخ عنهم

" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الثانيه عشر  ....
-------------------------------
آل العجاوي ....
من العائلات العلماوية التي سكنت مخيم تل الزعتر عائلة العم الفاضل
ابو يوسف العجاوي رحمه الله في عليين و اسكنه جنات النعيم، هذا الرجل الوقور الذي عرفه كل ابناء المخيم بأخلاقه الحميدة وعصاميته
التي كان يتحلى بها كعادة معظم وجهاء المخيم وكبار السن، والمعروف  بلباسه العربي الفلسطيني الاصيل بالقمباز والكوفية والعقال، بعاداته وتقاليده الفلاحية التي لم تتفير، رجلَ وقور بكل معنى الكلمة، بيته لم
يغلق أبوابه في وجه احد، دمث الاخلاقِ كان ليِن الجانب مسامحاً كريم النفس، مبتسماً ....
 العم ابو يوسف العجاوي هذا  الرجل الذي احبه كل أهالي المخيم وبادلهم المحبة بمثلها، وكان يعمل قصابا في المخيم ...
أولاده (يوسف ،خالد، احمد، فاطمه، سهام، سميه وسليمه )
تميز أولاده  بطيب الاخلاق التي ورثوها عن والدهم، كانوا محبين للعلم،  أذكياء، انيقي المظهر دائما،  هادئي الطباع،
ابنه يوسف كان من اوائل الشباب الزعتري الذي عمل بالتمريض
بعد ان تلقى تعليمه في الارشاد الصحي بالانروا ...
ابنه الشاب المناضل المثقف الوطني خالد عجاوي رحمه الله كان من أوائل الشباب الفلسطيني في مخيم تل الزعتر الذي التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت مع شفيق الحوت وتوفيق الصفدي،
ومن شباب مخيم تل الزعتر أيضا الأخ المناضل المرحوم محمود عراقي ابو علي الذي كان رمزا من رموز القومية العربية في تل الزعتر والذي التزم بالعمل النضالي أيضا في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، تبوأ الاخ المناضل خالد عجاوي مراكز مرموقة في منظمة التحرير وكان آخرها مكتب مجلس رعاية الشباب الفلسطيني، وحقيقة نقولها للتاريخ، أن الاخ المناضل خالد عجاوي كان مثالا للمناضل الفلسطيني الملتزم  الذي يتحلي بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة
والمثابرة، كان دائما يبحث عن الحقيقة في صراعنا مع العدو الصهيوني، كان متفائلا لابعد حدود التفاؤل بالنصر والعودة كان دائما يقول ان صراعنا مع  الحركة الصهيونية  ليست بالامر السهل ولكنها
طريقنا للعودة إلى وطننا فلسطبن هذا البيت العلماوي الاصيل الذي حافظ على العادات والتقاليد الفلسطينية هذه العائلة الكريمة الزعترية
إلتي تركت بصماتها عالقة في ذكرى أبناء  المخيم وفي أرشيف تل الزعتر، هذا المخيم العصي على النسيان ...
وتبقى يا تل الزعتر في  الوجدان  لا تموت ....


" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الثالثة عشر ...
----------------------------
عائلات زعترية سكنت مخيم تل الزعتر من بلدة علما عروس الجليل
بيوت زعترية من مختلف عائلات علما، كانت نسجاً اساسيا من النسيج الاجتماعي للمخيم، لها ما للمخيم وعليها ما عليه، تأقلمت مع باقي العائلات من مختلف المدن والقرى الفلسطينية  وخاصة قرى الجليل وعكا ....
---------------------
العم الفاضل العلماوي مصطفى عبد الرحيم الحاج ( ابو سامي)
وزوجته زهية العجاوي، قريبة العم المرحوم، ابو يوسف العجاوي
كانت ام سامي معروفة في مخيم تل الزعتر، وكان اسمها يتردد على كل لسان، وظيفتها في الاونروا مسؤولية عن بئر الماء والحاووز في الحي الشمالي للمخيم رحمها الله، العم ابو سامي رحم كان عامل في ورشة بناء، كانت ظروفه مثل معظم العائلات في المخيم  بسبب عمله تختصر علاقاته مع محيطه، والشيء المميز في مخيم تل الزعتر ان العائلات كانت متمسكة بالعادات والتقاليد، فكانت تعتبر ان عميد كل عائلة هو الرجل الأكبر سناً والأقدر على معالجة القضايا الاجتماعية للعائلة وعلاقته مع باقي العائلات والبلدات الأخرى، اي كان بمثابة مختار العائلة كلمته مسموعة ولا يُرد له طلبا، فكان العم
 ابو احمد الحاج خليل عميد آل الحاج في مخيم تل الزعتر ، وكانت باقي عائلات آل الحاج تَكن له الاحترام والمشورة، وهكذا الحال مع كل العائلات والبلدات في المخيم ....
ابو سامي هذا الرجل الطيب الأخلاق والسمعة الحميدة، الذي توفي قبل أحداث مخيم تل الزعتر رحمه الله، تحملت ام سامي عبء المسؤولية في تربية أولادها الذي كانوا فعلاً مثالا يحتذى به بالأخلاق والأدب والعلم، ام سامي بحكم وظيفتها هذه كانت تعاني احيانا من بعض المشاكل  التي كانت تتعرض لها، خاصة وان المياه في تلك الفترة لم تكن واصلة للبيوت، فكان مشهد الصباح حول حاووز  الماء كمشهد صباح حفلة زفاف حيث تتجمع معظم نسوة الحي لتعبئة الماء فكان لا بد من وجود بعض الإشكاليات بين النسوة على أفضلية تعبئة الماء فكانت ام سامي تضطر للتدخل في كل مشكل يحصل مما اكسبها الصيت والمعرفة من كل سكان الحي والأحياء المجاورة، هكذا كان الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان، حتى المراحيض كانت مشتركة، هكذا كان التعامل مع شعبنا، ويسالون لماذا حمل الشعب الفلسطيني بندقيته، ونسوا او تناسوا ان لهذا الشعب وطنٌ لا بد من استعادته، فهو ليس شعباً فائضا او بلا وطن !!!!
بيت العم ابو سامي كأي بيت فلسطيني انتسب أبناءه إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عند انطلاقة الثورة وتواجدها في المخيمات، كان أولاد العم ابو سامي محبين للعلم مجتهدين، خلوقين لابعد حدود الأخلاق والأدب والاحترام، مثلهم مثل غيرهم من الشباب التزموا العمل النضالي الذي كان مشجعا لهم لإكمال دراستهم، أولاده.
سامي، محمود ، ياسين ومحمد، سامي كان في الدراسة الثانوية العامة، وكذلك محمود  الذي وصل إلى مرتبة عضو رئيسي في المكتب الطلابي لحركة فتح، ونتيجة  ذكائه وقدرته على العطاء، تم فرزه من الحركة إلى مكتب الارتباط خلال حرب السنتين في لبنان، في الاعوام ( 75/76 ) كان شابا طموحا جداً، ذو شخصية قوية، وقادر على التعامل مع مختلف القضايا، شارك محمود في كل المعترك السياسي للحركة على صعيد المكتب الطلابي وهو مكتب طليعي في تكوين حركة فتح، في الحصار الأخير  للمخيم كان محمود واخوته ملتزمين  بنهج المقاومة ومن المدافعين الاوائل عن المخيم، صباح يوم 12/8/76 قبل سقوط المخيم حاولوا الخروج عن طريق الجبل، لم يكتب لهم اجتياز  المنطقة بسبب الحواجز المقامة على أطراف المخيم من كل الاتجاهات، اضطروا للنزول إلى المدرسة الفندقية في الدكوانة، كباقي العائلات الفلسطينية التي نزلت قسراً إلى هناك، لم تشفع لمحمود علاقاته وخدماته التي كان يقدمها ويساهم بها للإفراج عن المخطوفين  من الجانب اليميني اللبناني، اخذه الكتائب، لحق به شقيقه، ثم لحقت بهم الأم محاولة الدفاع عن ابنائها! لكن القلوب المتحجرة والحقد الأعمى على الفلسطيني، دفع بالمجرمين إلى تصفيتهم امام اعين والدتهم، تمردت الام كاللبؤة التي تراها فلذات اكبادها يقتلون بدم بارد دون رادع من أخلاق او ضمير، تمردت وشتمت وصرخت، ماذا كان الرد عليها في مثل هذا الموقف بين اناس لم يرف لهم جفن في القتل والتنكيل، كان الجواب أن أطلقوا عليها النار، فإرتقت شهيدة مع أولادها مضرجين بدمائهم، امام صمت العرب وتخاذلهم عن انقاذ هذا المخيم الجريح، وكانوا قادرين، ولكن ؟؟؟؟؟؟!!!!!!
رحم الله الشهيدة زهية عجاوي ام سامي وأولاده وجميع شهداء الثوره الفلسطينية في كل المواقع .....
تل الزعتر  ليس كلمات او مجرد حروف،
تل الزعتر كل حرف فيه الف حكاية وحكاية، ستبقى في القلب وفي
الذاكرة يا تل الزعتر، لن تموت لن تموت لن تموت ....


" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة الرابعة عشر  ....
-------------------------------
وعلما قالوا عنها عروس الجليل ونسوا انها بلد الزيتون الجليلي
تلك القرية  التي كانت تنام في احضان الطبيعة الخضراء، فوق ارضٍ متدرجةٍ غير متساوية بين بقاع يجمع بين جمال الطبيعة وبين انسياب ماء من الانهار التي تروي تربتها الطيبة، فكانت واحة خضراء بزيتونها وثمار أشجار الفواكه وتكثر  بيوت النحل لجني العسل ...
علما قرية تأخذ الألباب بجمالها الخلاب ومعاصر الزيتون والطواحين،

نزح أهالي علما مثل باقي قرى الجليل عام، 1948، دمّرها الاحتلال الإسرائيلي بعد مقاومتها لمشروع الاحتلال، نزح اهلها إلى لبنان وسوريا نتيجة قربها من الحدود اللبنانية، فسكن اهلها في قرى الجنوب ثم انتقلت الى المخيمات الفلسطينية المنتشرة في لبنان، ناهيكَ عن الذين نزحوا إلى سوريا وما زالوا هناك بإنتظار العودة، لقد سكنت عائلات كثيرة من علما في مخيمات الجنوب والشمال، والقسم الكبير انتقل للعيش في مخيم تل الزعتر  بإنتظار العودة إلى علما وكل فلسطين ....
------------------------
ومن العائلات العلماوية التي سكنت في مخيم تل الزعتر عائلة العم سليمان سليم الحاج خليل، ابو اكرم رحمه الله، ولد العم ابو اكرم عام 1924 وسط عائلة فلاحية في علما كانت ميسورة الحال، ترعرع وسط هذه العائلة التي كانت تملك قطعة ارضٍ كبيرة تدعى ( السلخة)  وهي عبارة عن قطعة ارض ما بين سفوح الجبل والسهل، ارض واسعة الأطراف غنية بالزراعة والمياه الوافرة التي كانت تروي أرضها الزراعية
درس ابو كرم في المدرسة الابتدائية في علما، حين لم يكن التعليم في القرى الفلسطينية الا للصفوف الابتدائية، في شبابه التحق في البوليس البريطاني عام 1940 وحتى اكتوبر 1948 حيث ترك البوليس والتحق معه العديد من زملائه البوليس (قاسم سيف ونايف قاسم محسن وقاسم إسماعيل عجاوي  واخرين) من أهل البلد إلى جيش الانقاذ
الفلسطيني مثله مثل معطم الشباب الفلسطيني، عندما احتلت عصابات الصهاينة منطقة الجليل، نزحت عائلة الحاج خليل إلى الدول العربية، العم ابو اكرم سليمان نزح إلى بلدة بنت جبيل في الجنوب اللبناني مع أسرته، مكث هناك حوالي اربع سنوات لينتقل بعدها إلى مخيم تل الزعتر، مع عدد من عائلات بلدة علما، لم يكن في تل الزعتر مجالاً للزراعة والفلاحة، كثيرون من أبناء المخيم بدأوا يتعلمون المهن والحرف، وكما ذكرنا سابقا، حيث كانت النهضة العمرانية في بيروت تأخذ طريقها للتنفيذ، عمل العم ابو اكرم في ورش البناء لمدة طويلة الا ان اتقن هذه المهنة، فبدأ يعمل مقاولاً مع عددا من أبناء عمومته واقاربه، في الوقت الذي كانت زوجته عيشة محمد خليل الحاج
ام اكرم رحمها الله تقوم بدورها في تربية اولادها تربية دينية وأخلاقية على أكمل وجه ..
عُرِفَ العم ابو اكرم بالرجل العصامي، المحب لعائلته  لدرجة كبيرة، لم يكن يدخر جهدا لإسعاد أولاده وتأمين الحياة الكريمة لهم، كما فعلت الحاجة ام اكرم رحمها الله، التي علمت اولادها  معنى القيم والأخلاق والإنسانية، كان طموح هذه العائلة التي كانت علاقتها الاجتماعية مع محيطها تتسم بالاحترام المتبادل كان طموحها ان يكون ابنائها مثقفين ذوي مكانة علميه عاليه، كان تربية الوالدين دافعاً للاولاد لاكمال دراستهم الجامعية والتخصص المهني ... أولاده
اكرم سليمان درس الهندسة في جامعة
عين شمس في جمهورية مصر العربية.
سليم سليمان حائز على شهادة دكتوراه بالهندسة المعمارية
 من إحدى جامعات الاتحاد السوفيتي سابقا
ومحمد سليمان مهندس مدني خريج امريكا، ديترويت.
أحمد سليمان حائز على شهادة دكتوراه في الطب،
 تخصص جراحة المخ والاعصاب في المانيا
اما البنات فقد درسن للمرحلة الإعدادية والثانوية ثم تأهلنّ ...
العم ابو اكرم سليمان حقيقة مثالاً للرجل العصامي الطموح، الذي أراد لاولاده حياة كريمة نبراسها العلم والمعرفة، وكان له ما اراد، وهكذا حياة الفلسطينيين في اللجوء تعب وجهد وشتات وغربة وطموح،
والسؤال الذي يراود كل فلسطيني، هل نعود ؟؟؟
رحم الله العم ابو اكرم سليمان وزوجته
وجعل مسكنهم الفردوس الاعلى ...



" عائلات زعتريه "
فقرة جديدة اسبوعيه في
ملتقى شذرات من ذهب
اعداد الأخ المناضل/ ابو رياح تل الزعتر
ومديرة الملتقى/تغريد الحاج ....
وبإشراف المناضل/ ابوسهيل كروم
------------------------------------------
لن تموت يا تل الزعتر وإن اغتالوك ....
سنعيدك من جديد وإن حاولوا دفنك
وكيف تموت أرضاً رويت بدماء الشهداء
وكيف يمحى من كان رمزا للعطاء
احبكَ يا تل الزعتر العصي على النسيان
أحبك لي فيكَ أحبة في الفؤاد باقون
الحلقة  الخامسة عشر   ...
--------------------------------
حيفا عروس البحر  ... بلد الرمل الذهبي والبرتقال
وجهة سفر العالم عبر مينائها ... قديمة قدم القدس
عريقة عراقة فلسطين 🇵🇸 كم عبرَ بحرها قراصنة الغرب والشرق
كلهم رحلوا وبقيت حيفا عربية القلب والشاطىء من قضاء حيفا بلدات
وقرى حضنت النضال عبر التاريخ، لم تدع العدو يرتاح او يستكين ...
الكساير قرية من قرى حيفا كانت مقرا لقادة الثوره عام 1948، لكن العدو الصهيوني والغدر. الذي لحق أهلها اضطرت معظم عائلتها للنزوح إلى المنافي في الدول العربية ...

عائلة حمدان التي نزحت من بلدة الكساير قضاء حيفا إلى لبنان وسوريا وتوزعت في الدول العربية بعد أن قادت النضال في فلسطين مع عائلات الكساير والتي قامت بالكثير من الأعمال البطولية  ضد عصابات الهاغاناه وغيرها من عصابات الصهاينة، مما دفع الحركة الصهيونية للقيام بابشع إعمال القتل والتنكيل ببلدة الكساير والبلدات المحيطة بها مثل هوشه، ومن هذه العائلات الكريمة التي سكنت مخيم تل الزعتر عائلة العم المرحوم ابو محمد طه، واولاده الذين ولدوا في فلسطين ...
1_محمد طه / ابو زهير
2_خليل طه شهيد
3_خالد طه
العم ابو محمد رحمه الله  انتقل من البرج الشمالي إلى مخيم تل الزعتر في بداية الخمسينات، اذكره بلباسه العربي الفلسطيني، السروال، اذكر هذا الرجل الشهم  وهو يتحدث  باللهجة الشعبية لبلدة الكساير، لم يُغير، لغته ولم يعتاد على أي لغة أخرى كان رجلا ملتزما دينيا، عصامياً محباً لجميع الجيران، يسعى إلى الخير والوفاق في محيط بيته الواقع اول المخيم مقابل كاليري جورج متى، والقريب من مركز الأونروا لجهة الغرب، كان رجلا جريئا صريحا يقول كلمة الحق ولا يخشى بالحق لومة لائم، كان اقرب الجيران اليه منزل العم ابو محمد الحدق والد امال الحدق رحمه الله، كان عصاميا بكل معنى الكلمة، سمعته طيبة جدا، وكذلك كان أولاده ....
1 محمد طه حمدان كان موظفا في حراسة مقر الهيئة العربية العليا، كان مقربا جدا جدا من سماحة الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله، وكذلك كان سائق الحاج محمد أمين الحسيني  المرحوم محمد سعيد عبد الفتاح ابو فاروق من سكان مخيم تل الزعتر، لم يكن احد يعرف عمل محمد طه ابو زهير الا حين حارب شباب القوميين العرب فتح نادي قرب منزلهم، حينها تصدى لهم محمد طه ومنعهم من تنفيذ هذا العمل حينها عرفه الجميع عندما افصح عن عمله ....

خليل طه حمدان رحمه الله، ذاك الشاب الخلوق الدائم الابتسامة المثقف الثوري، الهادىء الرزين ذات النفس الطويل في علاقاته التي اتسمت بالاحترام، أنهى دراسته الثانوية، ثم التحق بمعهد سبلين ودرس إدارة الأعمال، ثم توظف في مكتب الأونروا الرئيسي، قسم الأرشيف/حفظ المعلومات، تزوج وأقام في بيروت في مبنى مؤلف من 6 طوابق  مقابل مركز القضاء الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية، شارع مقابل المدينة الرياضية في بيروت الطابق الخامس، حيث كان مكتب الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في الطابق الرابع، وفي الطابق السادس كان مقر لجبهة التحرير الفلسطينية  التي انشقت عن القيادة العامة، بعد الخروج من تل الزعتر وعلى اثر تشكيل جبهة الرفض الفلسطينية، ونتيجة خلاف الفصائل الفلسطينية حينها، تم وضع عبوات ناسفة لمكتب جبهة التحرير الفلسطينية الواقع فوق شقة الشهيد خليل حمدان، مما أدى إلى استشهاده على الفور مع زوجته وفي اليوم الثاني تم العثور على طفلته الصغيرة التي كانت على قيد الحياة حيث رعاية الخالق سبحانه وتعالى ووجد براد المنزل المائل من التفجير شكل حاجزا لها، رحمه الله ...

خالد طه ذاك الشاب الزهراوي المرح صاحب النكتة العفوية الذي أنهى دراسته الثانوية في مدرسة برج حمود، كان في البداية لاعب كرة قدم، لكنه حين انطلقت الثورة الفلسطينية، في لبنان التزم في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، عمل في جهاز الأمن والمعلومات مع الأخ الشهيد راجي رحمه، كان دوامه بعد سقوط المخيم في صيدا، بعد الاجتياح 
وأصيب بمرض عضال وتوفاه الله ...
زهير محمد حمدان  ... كان في خدمة شعبه الفلسطيني حيث عمل ممرضا بالهلال الاحمر الفلسطيني بمخيم تل الزعتر وبعد السقوط انتقل إلى الدامور
تابع عمله ولا زال حتى الآن على راس عمله ...

لم يكن تل الزعتر بعيدا عن أي حدث
وكانت ضريبة الدم واجب وطني يدفعها أبناء المخيم
تل الزعتر اكبر من الجرح واصغر من الموت
عصي على النسيان أيها المخيم الشامخ ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق