الأربعاء، 29 أغسطس 2018

تخرج طبيبا بفضل والده الذي رعاه منذ الصغر بعد أن فقد أمه باكرا .
ذات يوم تم استدعاؤه الى مستشفى بعيدة عن مكان إقامته ﻹجراء عملية جراحية طارئة ﻹمرأة تعمل هناك منذ عشرات السنين ، و ذلك بعد رفض اﻷطباء اجراءها بسبب عدم حيازتها المال الكافي لسداد تكاليفها الباهظة .
وافق على الفور وهرع مسرعا الى غرفة العمليات . وبعد ان اطلع على ملفها الطبي شرع باجراء العملية فورا .
ولما فرغ سأل عن اسمها فأخبروه .
 فوجيء باﻻسم دون ان يبدي لهم دهشته ، واستمر باﻻطمئنان عليها يوميا وسط استغراب الجسم الطبي من هذا اﻻهتمام الزائد !
أتدرون من تلك المرأة ؟
لقد كانت جارة لهم مذ كان طفﻻ يتيم اﻷم ، تأتي اليه مساء كل يوم لتؤمن له الطعام والشراب والدواء ، ثم تعود ادراجها الى منزلها قبل أن يحين موعد قدوم زوجها من العمل .
ذات يوم عاد زوجها على غير عادته مبكرا فلم يجدها ! سأل عنها جارتهم فنمت اليه بأنها تواعد ذلك الرجل اﻷرمل ، وتلتقي به في منزله مساء كل يوم ثم تعود قبل موعد رجوعك المعتاد !
جن جنونه وفقد صوابه وطلقها فورا دون سماع حجتها والدفاع عن نفسها امام اتهاماته الباطلة ، ورمى بها الى الشارع ثم غادر البﻻد نهائيا ! وكذلك غادر المبنى ايضا والد الطفل اليتيم في نفس الليلة تجنبا للفضيحة الظالمة .
اضطرت للعمل كخادمة في ذلك المستشفى منذ ذلك الحين بعد أن أجهضت نتيجة تلك الصدمة ، وأفنت زهرة شبابها في خدمة المرضى .
عندما تماثلت الى الشفاء سألت عن الطبيب الذي قبل اجراء العملية فأجابوها بطلب منه :
" فاعل خير " .
وقد طلب منا أن نسلمك تلك الرسالة !
فتحت الرسالة فورا وقرأت ما فيها : -
" أمي الحبيبة ، أنت منذ اليوم نزيلة دار ابنك الذي رعيته خﻻل يتمه وامنت له الطعام والدواء وتحملت نتيجة تلك الرعاية ما لم يستطع بشر ان يتحمله . بعد قليل سيأتي السائق ليقلك اليه ﻹنك ستمضين بقية عمرك مع ابنك الطبيب وتكونين أميرة ذلك المنزل ".

محمد جمال الغلاييني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق