الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

رفيقة الحلم ... بقلم الأستاذة المتألقة إبتسام عباس

 كنت أظن أنك تختارين كل البيوت التي تسكنينها بعناية وتمرس ومهارة

فقد كان لها رائحة مميزة وكان لجدرانها ألفة طاغية تغمر كل من يزورها ويدخل إليها ولو لمرة واحدة

لكني اكتشفت فيما بعد أن كل البيوت كانت كغيرها جدران,نوافذ ,أبواب وبعض الأثاث لكنك كنت تهبين كل ما تسكنين جمالا لا يقاوم وسحرا لا يرد وكأن الجدران تصبح لديك عوالم صغيرة من الوان وألق وكأنها ستنفتح فجأة على سهول تميل فيها امواج الزنابق وتحرسها أسراب الفراشات والطيور.

اعتقدت ان ثيابك هي الاكثر اناقة 

وأن حديثك هو الأكثر منطقية وتميزا

لكنني عرفت بعد ذلك أنها كانت ثيابا بسيطة تهبها روحك رفعة وذوق عاليا

فتبدين كأسطورة ترف وجمال.

وان حديثك كان مميزا من لين قلبك ورقته.

كنت من الذين لا يتكررون

من الذين تمنحهم الحياة صدفة في لحظة نادرة من كرم وسخاء.

كنت اتساءل دوما كيف اجتمعنا

كيف التقت ميولنا بهذا التطابق الفريد؟

كيف احببنا معا تلك الحارات التي تحجبها المباني الشاهقة في قلب المدن الصاخبة؟

كيف عشقنا حجارتها النافرة حين تغمرها بدايات الشتاء وتناجيها همسات الريح المشبعة بوعد المطر؟

أيتها الروح التي لا تنأى.....

يارفيقة الحلم الذي لاينتهي....

كوني بخير....


ابتسام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق