الأربعاء، 25 أبريل 2018
تل الزعتر بعيون طفل بقلم فادي قاسم عزام تقديم ابورياح تل الزعتر إعداد تغريد الحاج
تل الزعتر بعيون طفل
بقلم فادي قاسم عزام
تقديم ابورياح تل الزعتر
إعداد تغريد الحاج
-------------------------------
الحلقة 2
لا اتذكر المدة التي مكثنا فيها بالملجأ
مجرد صور تدور في مخيلتي و بعض الأحداث
التي علقت في ذاكرتي ، اذكر منها كيف كانت
أمي تحضر الماء و تضع الإيشار (غطاء الراس او المنديل ) على فوهة السطل
وتصب الماء و تصفيه فهذه الصورة لم تمحوها
السنين و بقيت عالقة في ذهني .
هناك مواقف مأساوية تطبع في ذهن الانسان في
سن الطفولة و تبقى الى الأبد ، لا يمكن للسنين ان تمحوها
اذكر منها سقوط قذيفة على مدخل الملجأ
كنت أقف على باب الملجأ مع اخواي الأكبر مني
9 سنوات و 10 سنوات و كان هناك اطفال اخرين
لا اذكر أسمائهم ولا حتى تقاطيع وجوههم
واذ بقذيفة تنفجر أمامنا هذه الصورة مطبوعة في ذهني
اخوتي على الارض و الدماء تسيل منهم وإمراة
في ثوب اسود ملقاة على الارض من دون حراك
و رائحة البارود و الغبار مختلطة برائحة الدماء تملأ الجو
( عشت الحرب الحرب اللبنانية و الاجتياح الاسرائيلي و حرب المخيمات و كانت القذائف و الصواريخ تنهال فوق رؤوسنا
و لكن هذا المشهد امام الملجأ لم يكن كغيره
ربما لانها اول مرة اشاهد هذا الموقف
من جملة ما أتذكره من حوادث في الملجأ استشهاد
اخ جارتنا أم نادر ، اتذكر النحيب و البكاء و الصراخ
( هو زوج ايڤا السويدية ) لا ادري بالضبط لماذا اذكر
هذا الحدث ربما لأننا جيران ؟؟
او لأن اولاد أم نادر كانوا من عمري و كنّا نلعب سويا ؟ لا ادري .
اول مرة أغادر الملجأ كانت لزيارة اخواي في المستشفى
لا ادري لماذا كانوا يسمونه النقطة ؟؟
ربما لانه ليس مستشفى بالمعنى الكامل للكلمة حيث كان
على ما اعتقد تابع للجبهة الشعبية لأني عرفت فيما بعد
ان معظم الجرحى كانوا من الجبهة الشعبية .
كنت مع اخي الأكبر 13 سنة ، نمر عبر طاقات في الحيطان
ونركض بسرعة و هو يمسك بيدي حتى وصلنا ألى النقطة
كانت تلك المرة الاولى التي ارى فيها هذا الكم الهائل
من الجرحى ، جرحى على الأسرّة و على الارض و في كل مكان
اتذكر تلك الرائحة القوية ( اسميها رائحة الموت )
تلك المناظر جعلتني اكره المستشفيات الى الان .
يتبع .....3
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق