لا يدرك المرء شيئا حين يولد ولكنه يرتبط بصدر امه الحنون الذي يرضعه ويديها التي تدلله وبسمتها التي تحنو عليه، ويكبر الطفل مع اقرانه يلعب ويلهو ولا يدري ماذا ينتظره اهو شقاء ام سعادة وما يعرفه هو ان له ام واب يرعيانه ويتعلق بهما فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم لكنه لا يدرك لماذا الفرح ولماذا الحزن، تستمر الحياة ويكبر الصغار وتتفتح عيونهم على ما يكابده الابوين من مشقة في الحياة وتسكن في قلبه رهبة ان يفقد احدهما ويبدأ الخوف في عقله الباطن ولكنه لا يظهر ذلك ويستمر في الالتصاق بابويه فيتعلم منهم الحب والوفاء والبذل والعطاء والصدق والاجتهاد وتبدأ احلامه تكبر من اجل المستقبل لكن خوفه على ابويه لا ينتهي ويظهر لهم امنياته ليرى ردود فعلهم وليطمئن انهم باقون حوله،
وتسير الحياة دون ان يدري ماذا تخبيء الاقدار وكيف ستصير الامور، وبدون سابق انذار ياتيك خبر سيء وموءلم ومحزن عن وفاة والدك فينزل الخبر نزول الصاعقة على القلوب والعقول في البيت ويضيع كل شيء حلمت به وينقلب ذلك الى الم وحزن وهم ومرارة وتظلم الدنيا في العيون وفي لحظات يتبدل كل شيء وتحتل المرارة والاحزان القلوب وينطوي كل فرد على نفسه لانه فقد مصدر سعادته وفرحه واستبشاره بالحياة، ورويدا رويدا نفهم ان هذه هي سنة الحياة وحكمة الله في خلقه وقضائه وقدره فلا يد لنا فيه ولا حيلة لانه اختبار المولى عز وجل لايماننا وصبرنا وتحملنا المشيئة ولنعلم ان الحياة مستمرةويجب خوضها بحلوها ومرها وتبقى لدينا الذكرى الجميلة والاسوة الحسنة وانتظار ما كتبه الله لنا وهذه هي وتيرة الحياة وما اصعب الانتظار فيها.
بقلم : محمد حمدان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق