على نافذة الامل
يسرقها الحنين لذاك العمر
يدغدغها، يهدهدُها، يلاطفها
كأن الطفلة فيها قد استفاقت
استوت في جلستها
اتكأت على حافة النافذة
شريط الذكريات يعود
من خلف جدار الزمن
صامتةٌ هي، نظراتها
شاردة في المجهول
اذاك حلم ام حقيقة؟
تخاطب ذاتَها بذاتِها
تحاول القفز من نافذة
الانتظار، تسرح عيناها
بترانيم الحان الماضي
وتراتيل البراءة والنقاء
تخاطب ذاتَها من جديد
كأنها في محاكاة الذات
تنتزع من ذاكرتها صورة
تلك الطفلة التي تشبهها
هي لا تشبهها لانها ذاتها
تجلسُ قبالتها تُقلدها
كأنها تقول لها :
أنا هنا .. انا في داخلك
لم اكبر .. لم اتغير
لن اكبر رغم سرعة الزمن
إنا هنا .. أتيت من داخل
صدرك ومن خزانة ذاكرتك
انا طفولتك العفوية
طفولة اللهو واللعب
بين روابي الورد ..
انا هنا كنسمة ربيع
تداعب خيالك
تسرح من جديد تلتفت
خلف النافذة
فراغ قاتل وسواد معتم
تنظر حولها، ما زالت
على قيد الامل وتلك الطفلة
هي في جلستها، في اتكائها
في نظراتها، في افق
مساحات العمر تقول :
انا انت، انا ماضيكِ المحفور
في احساسك، في حلمك
في يقظتك ...
انا انت التي لا افارقك
كم تمنيتِ ان تعودي أنا
َكم حلمت ان تعودي
لن اغادركِ لن اترك صدرك
الحنون الذي يحتويني
يا أنا التي كبرت ...
يا انا التي تتئكينَ على حافة
الامل وحافة الامنيات
انا عائدةٌ اتوسد داخلك
دعيني، اغلقي نافذة الانتظار
لن اغادرك ولو طال الانتظار
بقلمي
تغريد الحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق