انا لا أكذب .. ولكني أتجمل ..
كثيرا ما أثارت فضولي تلك الفتاة المتأنقة التي تأتي مرة كل أسبوع عند جارتي لتساعدها في أعمال البيت ،، فقد كانت تحمل على يدها رداءا أبيض يظن من يراها أنها طبيبة أو ممرضة ...
وذات يوم قررتُ أن أسألها عن سر هذا الرداء الأبيض الذي تحمله ..
فأجابت وهي تبتسم : تمويه ..
فقلت باستغراب : لم أفهم !!
فقالت : الحقيقة أنه لا أحد من الجيران في حارتنا يعرف أنني أعمل في تنظيف البيوت ،، فقد أخبرت الجميع أنني موظفة في مركز للأشعة في مجمع طبي كبير لأن هذا يعطيني الشعور بالثقة والإحساس بالقوة وأنا أتعامل مع الناس بالإضافة إلى أنه يُرضي غروري ،،،، ثم تابَعَتْ : سيدتي كوني متأنقة متجمّلة تفتح لك الدنيا ذراعيها والناس قلوبها ،، لأنه في الواقع لا أحد يهمه حقيقتك بقدر ما يهمه مظهرك .....
تركتها وأنا أحدث نفسي بما قالته وتساءَلْتْ
هل حقا نحن نكذب عندما نضع القناع فوق القناع لنزيّن به وجوهنا ونلوّن مشاعرنا ونجمّل مظهرنا وننمّق به كلماتنا !
هل حقا نحن نكذب عندما نضع هذا الرداء الأبيض فوق أكتافنا لنستر به عيوبنا ونقائصنا وأخطاءنا !
هل حقا نحن نكذب ونحن نحاول جاهدين أن نظهر أمام الناس بصورة لائقة براقة وقد لا نملك من المال الكثير ولكننا نكلف أنفسنا فوق طاقتها نستدين ونقترض حتى نتمكن من السفر مثلا أو شراء سيارة جديدة أو شقة واسعة أو حتى موبايل بأحدث تقنيات لأننا أصبحنا أسرى المظاهر !
هل حقا نحن نكذب وقد حملنا في جوفنا قلبين ورسمنا لوجهنا صورتين وجعلنا في سلوكنا نقيضين !
أظن أن حقيقة أمرك لا تعرفه إلا مرآتك وأنت تضع أمامها الأقنعة ،، مرآتك فقط تستطيع أن تُحدّق فيها طويلا وأن تقول لها بكل جرأة وصراحة :
أنا لا أتجمّل ولكني أكذب .....
بقلمي ،، هناء البدرية ...
كثيرا ما أثارت فضولي تلك الفتاة المتأنقة التي تأتي مرة كل أسبوع عند جارتي لتساعدها في أعمال البيت ،، فقد كانت تحمل على يدها رداءا أبيض يظن من يراها أنها طبيبة أو ممرضة ...
وذات يوم قررتُ أن أسألها عن سر هذا الرداء الأبيض الذي تحمله ..
فأجابت وهي تبتسم : تمويه ..
فقلت باستغراب : لم أفهم !!
فقالت : الحقيقة أنه لا أحد من الجيران في حارتنا يعرف أنني أعمل في تنظيف البيوت ،، فقد أخبرت الجميع أنني موظفة في مركز للأشعة في مجمع طبي كبير لأن هذا يعطيني الشعور بالثقة والإحساس بالقوة وأنا أتعامل مع الناس بالإضافة إلى أنه يُرضي غروري ،،،، ثم تابَعَتْ : سيدتي كوني متأنقة متجمّلة تفتح لك الدنيا ذراعيها والناس قلوبها ،، لأنه في الواقع لا أحد يهمه حقيقتك بقدر ما يهمه مظهرك .....
تركتها وأنا أحدث نفسي بما قالته وتساءَلْتْ
هل حقا نحن نكذب عندما نضع القناع فوق القناع لنزيّن به وجوهنا ونلوّن مشاعرنا ونجمّل مظهرنا وننمّق به كلماتنا !
هل حقا نحن نكذب عندما نضع هذا الرداء الأبيض فوق أكتافنا لنستر به عيوبنا ونقائصنا وأخطاءنا !
هل حقا نحن نكذب ونحن نحاول جاهدين أن نظهر أمام الناس بصورة لائقة براقة وقد لا نملك من المال الكثير ولكننا نكلف أنفسنا فوق طاقتها نستدين ونقترض حتى نتمكن من السفر مثلا أو شراء سيارة جديدة أو شقة واسعة أو حتى موبايل بأحدث تقنيات لأننا أصبحنا أسرى المظاهر !
هل حقا نحن نكذب وقد حملنا في جوفنا قلبين ورسمنا لوجهنا صورتين وجعلنا في سلوكنا نقيضين !
أظن أن حقيقة أمرك لا تعرفه إلا مرآتك وأنت تضع أمامها الأقنعة ،، مرآتك فقط تستطيع أن تُحدّق فيها طويلا وأن تقول لها بكل جرأة وصراحة :
أنا لا أتجمّل ولكني أكذب .....
بقلمي ،، هناء البدرية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق