الجمعة، 15 يونيو 2018

للزعتر الف حكاية ... بقلمي تغريد الحاج

قالوا ان لتل الزعتر حكاية تنتهي بعد عام أو عامين قالوا انه جرحٌ قد يندمل فالأيام كفيلة بأن يُنسى أخطأوا في حساباتهم الزمنيه فإذ بتل الزعتر يولدُ كل يوم لتل الزعتر حكايات وحكايات في كل بيت منه حكاية وفي طرقاته آلاف الحكايات وفي الجسد آلاف الطعنات فكيف يُنسى ؟؟؟؟؟!!!! وكيفَ يندملً الجرح ؟؟؟!!!!! رحاب كنعان .... إمرأة ولدت من رحم النكبة 1954 جذورها تمتد إلى قرية قديثا الجليل وتفرعت الجذور في علما الجليل ايضا حيث كان المستقر لعائلتها قبل النكبه 48 في تل الزعترِ كبرت رحاب بين أحضان عائلتها ... أبٌ متواضع ... وام مؤمنة طاهره في بيت من التنك كباقي بيوت المخيم في مملكة الفقراء هناك وفي مخيم من أحزمة البؤس كان تل الزعتر علامة فارقة .... ترعرعت هناك وكبرت وعايشت انطلاقة الثوره الفلسطينيه يوما بيوم ... كما عايشت مجزرة تل الزعتر بكل تفاصيلها. تل الزعترِ حكايا تروى ولا تنتهي وجرح سيبقى نازفا في الجسد الفلسطيني .... تزوجت رحاب وسط فرحة الاهل والاحباب ... هذه الفرحة التي لم تدوم بعد ان عاثت يد الاجرام قتلاً وتدميراً بهذه المملكة التي اغاظت أهل المنطقه ... فكانت المجزرة البشعه التي لا توصف رحاب ... فقدت من أهلها أكثر من 52 شهيدا في تلك المجرزه التي لم تغب عن فؤادها يوما لتستقر في مخيم شاتيلا وتعيش مجزرة أخرى ارتكبتها نفس الأيادي ونفس الأدوات فقدت فلذة من فلذات اكبادها ابنها... الذي استشهد في حرب المخيمات وفقدت ابنتها ميمنه وهي لبَ هذا المنشور غادرت لبنان إلى اغتراب آخر وكأن شعبنا كتب عليه أن يدفع ضريبة الدم شهداء وتهجير واغتراب هذه المجازر حركت بها أقوى مشاعر الانسانيه التي ولّدت فيها حروف الشعر والحنين لوطن غاب عنا ولكنه في افئدتنا مزروع انه وطن السماء والأرض فلسطين مرت الايام والسنين وهي تعتقد أن ابنتها ميمنه في عداد شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا فأصبحت شاعرة تكتب الألم والوجع والمعاناة عرفتها حين استضافها تلفزيون المنار واطلق الاعلامي الاماراتي جابر عبيد عنها خنساء فلسطين ..... عادت بي الذكريات فعرفت انها هي رحاب ابنة تل الزعتر حينها احد حضور الحلقه عرفها جيدا وعرف انها والدة ميمنه وان تمنيتها أن تراها ولو لحظة في عمرها فإن قلب الأم لا يخطئ رغم اعتقادها انها شهيدة الا ان عاطفة الأم لا تخطئ ولا تغيب اتصل هذا الرجل بإبنتها ميمنه ليخبرها أن والدتها رحاب حية ترزق في تونس كانت البنت أيضا لا تعرف شيئا عن مصير امها من هنا بدأت رحلة الالف ميل بالنسبة للأم والابنه بعد كل هذه السنوات العجاف واليأس تم اللقاء بمبادرة من قناة وتلفزيون ابوظبي في دولة الامارات العربية المتحدة حيث التقت الأم بابنتها في مشهد تدمع عين كل من شاهد هذا اللقاء المعجزة .... الذي لم يكن متوقعا وابكي الملايين ...... رحاب (خنساء فلسطين ) كتبت وكتبت وكتبت لكن الجرح رغم لقاء ابنتها لم يندمل ولم تجف الدموع ولم يجف حبر القلم فكيف يندمل جرجٌ آدمى القلوب لمن فقد الاهل كلهم الاخت والمناضلة الزعترية الآن بيننا في ملتقانا الثقافي المتواضع شذرات من ذهب حللت اهلا ووطئت سهلا اديبتنا الغالية رحاب كنعان مديرة الملتقى تغريد الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق