السبت، 27 أكتوبر 2018

اطفال البحر الميت ... بقلم المهندسة المتألقة غدي ضاهر ....


إهداء الى ....
أطفال البحر الميت
بقلمي/ غدي ظاهر
--------------------------
تحدثت عن براءتك ..
وعن روعة أيامك ..
تحدثت عن نعومة أناملك ..
وعن صدق ضخات قلبك ..
تحدثت عن طفولتي ..
وإذ به قلمي خلال بضعة أيام
يتحرك مودعاً طفولتكم ..
كيف لقلوبكم الجميلة أن تتوقف
عن ضخ أنقى دم في الوجود! ..
 ألم يكن لذلك السيل حدود! ..
 ألم يفجع من الخوف المنبعث
 من عيونكم الصغيرة! ..

يا بحراً ميتاً لا تقترب!
ابتعد عنهم ..
مت لوحدك فمازالوا لم يعرفوا
معناً للحياة ليروا الموت! ..
 هل ستريهم جمال الحياة
في أعماقك المظلمة؟ ..
 ألن تسمح لأهلهم
 أن يتلفظوا حروف الوداع! ..
 ألا يحق لأم حملت صغيرها
في أحشائها تسعة أشهر
 أن تخرجه من أحشائك! ..
كيف لك أن تخنق أنفاسهم
 وتسرق فرحتهم في لحظة! ..
 كيف لك أن تميت قلوبهم
وتحيي الألم في قلوب أحبائهم!

إليكم يا أطفال البحر الميت ..
لا تخافوا .. فتلك المياه
التي ابتلعتكم ليست سوى
 وسيلة لتصلوا فيها إلى مكان
 أجمل من هذه الدنيا بكثير! ..
 لا تحزنوا يا صغاري! ..
 فتلك الرحلة لم تكن
من تخطيطنا البشري
بل كانت من ربكم
الذي اشتاق إليكم!
 اذهبوا إلى أحضانه ..
إلى رحلته الأبدية ..
 كنتم ستلعبون بضع ساعات ..
فأهداكم الله سعادة أزلية! ..
كنتم ستلعبون في أخفض
 بقعة على الأرض ..
فكسبتم رحلة إلى أعلى
 نقطة في السماء ..
 لكم الجنة أحبائي !!!
إليك يا أماً أمطرت
عيونها دموعاً! إليك
 يا أباً بكى قلبه دماً! ..
لكم البلاء .. لكم الصبر ..
 لكم الأجر ..
لكم عصافير بريئة
تنتظركم على باب الجنة ..
 لهم الخلود في السماء ..
ولكم شوق اللقاء ..
 لكم مني التعزية ..
وعلى قلوب
صغاركم الرحمة! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق