من ( ذاكرة مناضل )
المناضل الزعتري الأصيل
ابوسهيل كروم ...
بقلمي/ تغريد الحاج
الحلقة التاسعة والثلاثون ...
-----------------------------------
لم يكن جيش الاحتلال الصهيوني قادرا على التوغل داخل الأراضي اللبنانية كما حصل خلال هذه الحرب لولا وجود جيش لبنان الحر الذي كان يسيطر على القرى الحدودية التي عهدها إليه الصهاينة بعد حرب الليطاني، والسبب الثاني ان الصهاينة وضعوا لهم مراكز في هذه المناطق، فكان سعد حداد ومن بعده أنطوان لحد حراس أمن للعدو الصهيوني .
وكانت كوادر وعناصر الأحزاب الوطنية اللبنانية وخاصة عناصر حركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني يعملوا بصمت في جمع المعلومات الأمنيه حول نشاط هذا الجيش المصطنع وحول تحركات جيش الاحتلال الصهيوني قبل هذه الحرب، هؤلاء الكوادر والعناصر الوطنيه كانت تأتي إلى بيروت لزيارة أقارب لهم وفي نفس الوقت كانوا يدونون المعلومات التي كان يحفظونها وكأنت قيادة الحركة الوطنية تشارك منظمة التحرير الفلسطينية بهذه المعلومات بشكل دوري فكانت لدى القيادة الفلسطينية تصور لما قد يحصل في هذه الحرب التى حشد لها الصهاينة ولأول مره أضعاف مضاعفة لما حشدت في حروبها مع الدول العربيه وما أن بدأ جيش الاحتلال الصهيوني التوغل بالأراضي اللبنانية حتى بدأ يواجه مقاومة شرسة في أكثر من موقع وفي أكثر من مخيم من مخيمات الجنوب ولقد استبسل مقاتلي المقاومه وحركة امل في هذه المواجهات وأوقعت عددا من القتلى في صفوف العدو بعد أن اجتاز جيشه خط الليطاني وقد شارك جيش لبنان الحر في هذه المعارك متخفيا بلباس جيش دفاع الصهيوني كما كانت له مهمة أخرى هي الوشاية بأبناء الجنوب الوطنيين ...
توغل الجيش الصهيوني في اليوم الأول للمعركة بتقدم بطيئ نتيجة المواجهات الشرسة كان يسبق تقدمه عمليات قصف جوي مكثف يليها عمليات تمشيط بالرشاشات الثقيله لايقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات بين صفوف المقاتلين ولم يكن من السهل التقدم الذي كان يتوقعه قادة العدو فبدأ القصف العشوائي مستهدفا المنازل المحيطه بالمواقع العسكرية كما كان يستهدف المدنيين لاجبارهم على إخلاء قراهم ومنازلهم لتسهيل عمليه التقدم بوتيرة اكثر ...
وكانت قيادة القوات العسكرية للفصائل الفلسطينية قد اتخذت قرارا بالصمود والتصدي في هذه الحرب التي كان هدفها المعلن الوصول إلى منطقة الأولي لقطع الطرقات وتقطيع أوصال المدن اللينانيه كما كان القصف للمواقع الفلسطينية في البقاع الغربي لقتل أكبر عدد ممكن من الفدائيين وارغام البقية على التراجع إلى الداخل السوري عبر طرق وعره هناك .
المعارك التي دارت رحاها قي مناطق الجنوب لم تكن سهله وأدرك العدو منذ بداية المعارك أن هذه الحرب ليست نزهة وستكلفه الكثير من الخسائر في صفوف جيشه وفي المستوطنات الصهيونية رغم المعارك استمر قصف المستوطنات في محاولة لضرب خلف خطوط العدو وإيقاع خسائر بشرية في صفوف المستوطنين وأدرك الصهاينة هذا التوجه الذي تتخذه المقاومة حيث تم إخلاء عدد من المستوطنات المتاخمة للشريط الحدودي ....
هذه الحرب التي حاول العرب تسميتها اجتياح لانها وضعتهم وجيوشهم في زاوية مغلقه اما ان يبقوا متفرجين او يشاركوا ولو إعلاميا لصالح منظمة التحرير الفلسطينية لكن اتخذ البعض موقف الهجوم على منظمة التحرير والبعض كان يتابع مونديال كرة القدم الذي شاركت به دول عربيه فلم تعد تعنيها قضية فلسطين بشيء ولم يكن الرهان على الدول العربيه واردا لأن مواقفها منذ العام 48 معروفة للعالم وكأن القدر كتب علينا نحن الفلسطينيين أن ندفع الثمن لوحدنا عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتمسكت القوات المسلحة الفلسطينية بمواقفها الثابتة ولم يكن أمامها خيار سوى المواجهة وهكذا كان اليوم من هذه الحرب الطويله ..
معركة صور
----------------
كانت الأخبار ترد تباعا عن تقدم جيش الاحتلال الصهيوني باتجاه المدن الكبرى اللبنانيه وكان العدو يحسب حساب المخيمات الفلسطينية في الجنوب وخاصة المخيمات المحيطه بمدينة صور حيث يتواجد معظم قادة الفصائل الفلسطينية هناك ...
بعد عملية الليطاني لقد اجتاز العدو معظم القرى والبلدات اللبنانيه التي كان تواجد المقاومه الفلسطينيه بها بأعداد قليله ورغم مشاركة القوى الوطنية والإسلاميه ( امل) في المعركة في تلك المناطق الا ان القوة التي استخدمها العدو في هذه المعركة كانت أكبر بكثير من كل التوقعات .... عصر اليوم الثاني للاجتياح وصل الجيش الصهيوني إلى مشارف مدينة صور وتوغل العدو إلى صور عبر عدة محاور بريه وبحرية كان هدفه تدمير المخيمات هناك مخيم الرشيديه ومخيم برج الشمالي ومخيم البص ومخيم المعشوق وكان التركيز على مخيم برج الشمالي أكثر بسبب وجود قيادات القطاع الاوسط في البرج الشمالي
( القطاع الأوسط هو الاسم لتلك المنطقة) وكانت القيادات العسكريه والتنظيمية (المليشيا) للفصائل التي تشكل ثقل عسكري حركة فتح
والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير العربية وتواجد غير فعال لجبهة النضال الفلسطيني ...
على صعيد فتح كان الشهيد عزمي الصغير (ابو العبد) قائد كتيبة للقطاع الغربي والقائد بلال قائد القطاع والقوات المشتركه نائب قائد القوات القائد نور مسؤول أمن القوات والقائد رائد وحسن الشبل قائد كتيبة المدفعية /فصيل جيش التحرير الفلسطيني وقيادة المليشيا على ما يذكر المناضل ابوسهيل كان الشهيد عمر عبدالكريم ...
تقدم جيش الاحتلال بعد أن قام الطيران بغارات جوية تم خلالها تدمير الملاجئ والعيادات والمستوصفات الطبيه ومواقع الفصائل قبل
أن تطأ أقدامهم أرض صور والمخيمات رغم كل إمكانيات العدو من ترسانة الأسلحة بعد القصف المكثف على المدينة والمخيمات بدأت الطائرات الصهيونيه بقصف السيارات المتحركة على الطرق الرئيسية لمنع نقل المصابين ومنع تحرك القيادات العسكرية وتقدم جيش الاحتلال بعد ذلك إلى داخل المدينة حيث دارت معركة بطوليه حين استهدف المقاتلين رتل لآليات العدو والغريب أن أطقم الدبابات كانوا مقيدين عل مقاعدهم داخل الدبابات وهذه الحالة رواها شهود عيان ممن تمكنوا من المشاركة بالمعارك هناك ....
بعد معارك دامية تكبد العدو خلالها خسائر فادحة بالأرواح قياسا بالمعارك السابقه وقد استمر القتال لليوم الثالث على دخول العدو هذه المنطقة واستشهد المناضل عزمي الصغير بعد معركة ضارية على الشارع العام في صور واستشهد عدد من كوادر وعناصر الكتيبة رغم كل ذلك استمرت المدفعية الفلسطينية وراجمات الصواريخ بضرب
المستعمرات الصهيونيه وخلف خطوط تقدم العدو ...
📌 على أمل اللقاء في حلقة قادمة
من ( ذاكرة مناضل )
تنويه هام ..
---------------
أن كل ما يذكر في هذه الحلقات هي معلومات استقيها من العم المناضل أبو سهيل كروم وانا بدوري اقوم بسرد وصياغة الاحداث دون أي تدخل مني بالمعلومات وقد نوهت في بداية النشر وهذا لا يعني عدم قناعتي بما انشره ولكن اي استفسار أو أي سؤال عن المعلومات توجه للعم الفاضل ابو سهيل كروم وهو على استعداد للإجابة عن أي سؤال بعيدا عن العصبوية التنظيمية ....