الأربعاء، 2 مايو 2018
تل الزعتر بعيون طفل بقلم فادي قاسم عزام تقديم ابورياح تل الزعتر إعداد تغريد الحاج
تل الزعتر بعيون طفل
بقلم فادي قاسم عزام
تقديم ابورياح تل الزعتر
إعداد تغريد الحاج
-------------------------------
الحلقة 9
غادرنا البيت و نزلنا و ارادت أمي الذهاب الى الملجأ
الذي كنّا فيه لعلها تعثر على شيء هناك ، في طريقنا اوقفونا
بعض من عناصر الكتائب ( لا اعرف ان كانوا من الكتائب او الأحرار او من حراس الأرز ، انا أسميهم كتائب ) و منعونا من دخول الملجأ .
عندما أفكر لماذا منعونا لا اجد تعليل لذلك الا ان الملجأ كان مليء بالجثث او ليخفوا جرائمهم .
هذا ما اذكره عن مخيم الصمود الذي بدأت فيه اول ذكرياتي .
كما ذكرت كان والدي خارج المخيم إبان الحصار و كان اخي الأكبر
قد خرج قبل الحصار و سافر الى ليبيا و بقيت في المخيم مع أمي
و اخوتي الثمانية .
ان نخرج ( سالمين ) بفقدان او استشهاد اخي هي معجزة بحد ذاتها لكثرة ما عايشناه من قصف و قتل جماعي و مجازر يشيب لهولها الأطفال .سنة 1991 كنت في ألمانيا و التقيت صدفة هناك بطبيب
لبناني مسيحي ارمني ( جورج كيدانيان) يعمل في مستشفى في هامبورغ كان من سكان الأشرفية و كان يعمل في مستشفى
هناك خلال حرب تل الزعتر ، وانه غادر لبنان سنة 79
حدثني كيف كانت القوات الانعزالية تجبر الأطباء الذين يعملون
في المناطق المحيطة بتل الزعتر الذهاب الى جبهات القتال
لإسعاف جرحاهم وكان من جملة الذين ذهبوا الى المحاور في الخطوط الأمامية .
قال لي أنتم الفلسطينيون ابطال ، يقولون ان المخيم سقط
يوم 14 آب و هذا ليس بصحيح ، بقيت هناك جيوب تقاتل لمدة يومان داخل المخيم ، و يقول لي حسب ما رَآه و شاهده و راقبه اثناء وجوده على جبهات القتال ان كان هناك قتال بالسلاح الأبيض ، و ان العناصر المسيحية من النمور الأحرار قد شددت مراقبتها لطريق الجبل الذي كان يغادر منه الفدائيون و انه قد عاد بعض المقاتلين الى المخيم
و قرروا القتال حتى الموت .
قال لي انه بعد سقوط المخيم و في الليلة الثانية كان هناك عشرات الإصابات بين قتيل و جريح في صفوف النمور الأحرار ، و قال لي انه رأى اثنان من الفلسطينين قد قتلوا و كيف ان النمور مثّلوا بجثثهم بالسواطير و السيوف.
لم يتم أسر أي فدائي حي بعد سقوط المخيم لم يجدوا سوى جثث ابطال رفضت إلا ان تموت واقفة شامخة في وجه الانعزاليين المجرمين .
المجد و الخلود لشهداء تل الصمود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق