السبت، 12 مايو 2018

المنصة لك ... بقلم الأستاذ محمد حمدان

منذ عام 1916 عندما أطلقت رصاصة ماسمي انذاك بالثورة العربية الكبرى، كانت رصاصتها في راس فلسطين كيانا وشعبا حيث ظهرت نتائجها بوعد بلفور الذي فتح الباب امام الهجرة الصهيونية الى فلسطين وبعدها انشاء الكيان الصهيوني الذي نتج عنه تهجير الفلسطينيين من وطنهم بعد صراع مرير مع بريطانيا والصهاينة، في هذه الأثناء طلبت القيادة الفلسطينية بعد تحسسها من مواقف العرب المريبة ان يتم تسليح الفلسطينيين ليواجهوا الصهاينة دون تدخل الجيوش التي سلمت الارض فيما بعد ولكن احدا لم يابه لصيحات الفلسطينيين وكان راي الفلسطينيين ان لا يتم تدويل القضية كماتشتهي بريطانيا، لكن العرب قاموا بعكس ذلك تماما اكراما للاباء الانجليز وتفاهموا فيما بينهم على اقتسام فلسطين مع الصهاينة فتبعت غزة مصر وتبعت الضفة الاردن بعد مبايعة عبدالله في موءتمر اريحا الذي كان ضربة قاصمة للكيان الفلسطيني وحكومة عموم فلسطين والتي كان من المفترض ان تقيم الدولة بناء على قرارالتقسيم، هذه العجالة التي لا بد منها تعطينا فكرة موجزة عن الوضع الذي كان قائما حتى أوائل الخمسينات ومن هنا نفهم من اصر على ضياع فلسطين والبكاء على أطلالها والمتاجرة بدماء ابنائها، نعم لقد ضاعت البلاد بفضل تامر من شكل الجامعة العربية للتغطية على ضياع فلسطين.وبعد ذلك وإمعانا في الْخِزْي والعار والخيانة واستمرار تبعية الزعماء للإنجليز الذين باعوهم لامريكا فيما بعد استمر التاكيد على دعمهم للكيان الصهيوني والتعهد بحماية حدوده وأمنه واستقراره والقضاء على كل من يشكل خطرا على الصهاينة وكانت البداية بقتل مصطفى حافظ قائد العمليات الفدائية وتسليم ملفات الفدائيين الى شعب المخابرات العربية للملاحقة، ونتيجة لضغط الفلسطينيين ومطالبتهم العرب بالدعم للتحرير افرغ عربنا شحنات حماس الفلسطينيين بإنشاء م.ت.ف والتي جاءت على شاكلتهم هيكل دون مضمون مما تسبب في قيام الثورة عام 1965 والتي كانت ردا على صمت العرب ومواتهم وتخاذلهم ، وجاءت حرب 67 لتوءكد الخذلان العربي واعتمادهم على الكذب في كل شيء وفضحت التامر على قضيتنا،وكانت فرصة الثورة ان توءكد للعرب ان الصهاينة نمر من ورق واثبتوا ذلك في معركة الكرامة فكان الثمن ان حاربوهم في ايلول وتم اخراج الثورة من الاردن الى سوريا التي كانت اوامرها ان لا يجتاز احد خط الهدنة في الجولان ثم الى لبنان حيث اقدم السادات على عقد اتفاقية كامب ديفيد التي قصمت ظهر الثورة والتي اوصلتها الى الرحيل عن لبنان . خلاصة القول ان من دبّر نكبتنا لم يتغير ولَم يتبدل ويحضرني قول الشاعر:" لا يغرنك هتاف القوم للوطن... فالقوم في السر غير القوم في العلن...ولا بد ان انوه هنا ان كل من قاتل مع الفلسطينيين من العرب كانت حالات فردية ومن الشعوب والحقيقة والواقع هي ان من حمى الكيان الصهيوني حتى اشتد ساعده هم جيرانه والفرق بين تلك الايام وهذه الايام ان ما كانوا يفعلونه سرا يفعلونه الان جهارا نهارا وعلى روءوس الأشهاد وليس ذلك فقط بل جاءوا ببعض من احترف العمالة من الفلسطينيين ليحللوا افعالهم بان الفلسطينيون يريدون ذلك، الان يحاولون دفن القضية بصفعة العصر وطبعا الصفعة موجهة الى الفلسطيني قبل غيره. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ونسال الله في علاه ان يقيض لهذه الامة من يقودها الى النصر وسنعود باذن الله. محمد حمدان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق