التقى بزميل دراسته مصادفة خلال سيره على شاطيء البحر . سر به كثيرا واسترجع واياه ذكريات اجمل ايام العمر على مقاعد الدراسة .
وقبيل المغادرة سأله عن اخيه الأكبر الذي كان في نفس المدرسة انما في صف اعلى . فأجابه لا اعرف عنه شيئا ولا اكلمه منذ وفاة والدي !
استغرب ما قاله وقال له : ولكنه اخوك الأكبر ! والاخ الاكبر بمثابة الوالد .
اجاب : اختلفت واياه على الميراث وحلت بيننا القطيعة التامة بعد ان اصر كل منا على رأيه .
طلب منه رقم هاتف اخيه فاعطاه اياه واشترط عليه عدم التوسط في ذلك الصراع . فقال له : اريد فقط القاء السلام عليه فقد كان زميل اخي الاكبر وكنت اراهما سويا في ملعب المدرسة .
اتصل به واطمأن عليه وسأله عن اخيه الأصغر فكرر ما قاله اخوه !
حزن حزنا شديدا على ما آلت اليه العلاقات بين الأخوة وكيف تقطعت اواصر صلة الارحام بسبب حفنة من المال .
مر على تلك الحادثة حوالي الاسبوعين قبل ان يتصل بالاخ الاصغر ويقول له : لقد ابلغت بأن اخاك قد تعرض لجلطة في القلب ونقل الى المستشفى الفلاني ويطلب مقابلتك . ارجوك احضر فورا ولا تتاخر ، وودع اخاك الوداع الأخير قبل الرحيل !
ثم اتصل بالأخ الأكبر وقال له : ان اخاك الاصغر قد تعرض لحادث سير وحالته تستدعي القلق وهو في المستشفى الفلاني ويطلب مقابلتك ، ارجوك احضر فورا ولا تتأخر وودع اخاك الوداع الاخير !
هرع الاثنان الى المستشفى ليجدا ذلك الزميل بانتظارهما على الباب ، فاحتضن كل منهما الآخر وسط ذرف الدموع !
تقدم منهما واحتضنهما سويا بدموع مغرورقة في عينيه ، ثم قال لهما : وددت ان تريا بعضكما البعض وتقفا في وجه كل منكما وانتما على قيد الحياة ، قبل ان يرى احدكما جثة اخيه ويقف متقبلا التعازي برحيله !
لا تدعوا المال يفرقكم بعد رحيل والديكم ، فقد تربيتم في منزل واحد واكلتم من صحن واحد ونشاتم وترعرعتم تحت سقف واحد . استمروا كما كنتم ، وهل بهذه السهولة تنسى تلك الايام وتهون عليكم الاخوة ؟!
امح الخطأ من اجل الأخوة ، ولا تمح الأخوة من اجل الخطأ ..
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
وقبيل المغادرة سأله عن اخيه الأكبر الذي كان في نفس المدرسة انما في صف اعلى . فأجابه لا اعرف عنه شيئا ولا اكلمه منذ وفاة والدي !
استغرب ما قاله وقال له : ولكنه اخوك الأكبر ! والاخ الاكبر بمثابة الوالد .
اجاب : اختلفت واياه على الميراث وحلت بيننا القطيعة التامة بعد ان اصر كل منا على رأيه .
طلب منه رقم هاتف اخيه فاعطاه اياه واشترط عليه عدم التوسط في ذلك الصراع . فقال له : اريد فقط القاء السلام عليه فقد كان زميل اخي الاكبر وكنت اراهما سويا في ملعب المدرسة .
اتصل به واطمأن عليه وسأله عن اخيه الأصغر فكرر ما قاله اخوه !
حزن حزنا شديدا على ما آلت اليه العلاقات بين الأخوة وكيف تقطعت اواصر صلة الارحام بسبب حفنة من المال .
مر على تلك الحادثة حوالي الاسبوعين قبل ان يتصل بالاخ الاصغر ويقول له : لقد ابلغت بأن اخاك قد تعرض لجلطة في القلب ونقل الى المستشفى الفلاني ويطلب مقابلتك . ارجوك احضر فورا ولا تتاخر ، وودع اخاك الوداع الأخير قبل الرحيل !
ثم اتصل بالأخ الأكبر وقال له : ان اخاك الاصغر قد تعرض لحادث سير وحالته تستدعي القلق وهو في المستشفى الفلاني ويطلب مقابلتك ، ارجوك احضر فورا ولا تتأخر وودع اخاك الوداع الاخير !
هرع الاثنان الى المستشفى ليجدا ذلك الزميل بانتظارهما على الباب ، فاحتضن كل منهما الآخر وسط ذرف الدموع !
تقدم منهما واحتضنهما سويا بدموع مغرورقة في عينيه ، ثم قال لهما : وددت ان تريا بعضكما البعض وتقفا في وجه كل منكما وانتما على قيد الحياة ، قبل ان يرى احدكما جثة اخيه ويقف متقبلا التعازي برحيله !
لا تدعوا المال يفرقكم بعد رحيل والديكم ، فقد تربيتم في منزل واحد واكلتم من صحن واحد ونشاتم وترعرعتم تحت سقف واحد . استمروا كما كنتم ، وهل بهذه السهولة تنسى تلك الايام وتهون عليكم الاخوة ؟!
امح الخطأ من اجل الأخوة ، ولا تمح الأخوة من اجل الخطأ ..
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق