الأحد، 25 فبراير 2018

استراحة محارب ... بقلمي تغريد الحاج

استثنائيا
استراحة محارب
بقلمي تغريد الحاج
-----------------------
فوق الجراح يمشي ... فوق الدموع يسير
نسي آلامه وأحزانه ... نسي كل شيء حوله
او ربما تناسى مرضه وسار مع الكبار
يحمل الهمْ الفلسطيني
قلبه يتسع كلما زادت الجراح زاد تصميما على المضي والعطاء
كان رغم كل ظروفه الجسديه نسرا من نسور تل الزعتر
وعلما يرفرف من اعلام حركة فتح
حفظ في ذهنه كل شيء، حفظ الأسماء ... حفظ الصور
صوَر اخترنها بذاكرته ومعلومات هي شهادات حيةَ
لما عايش وعاش وسطَ المعركة والمجزره حتى استحق لقب
أرشيف تل الزعتر وذاكرته التي لا تموت ....
من هو؟
انه ابو رياح تل الزعتر هذا اللقب الذي عرفه به كل رفاقه
بل تعدى ذلك ليعرفه به كل ابناء تل الزعتر
وكل قادة الثوره الفلسطينية
ابو رياح تل الزعتر كان كالبرق سريعا بالإجابة والمبادره
انه .....
عدنان محمد عوض إبراهيم، ولد عدنان ابن علما الجليل
في مخيم تل ألزغتر بعد أن نزح أهله عن بلدهم الأم قسرا
ولد عام 1953 بين خِيَم اللجوء وشوادر وكالة الغوث
وبين بركسات المخيم وأزقته الضيقه، هناكَ أبصرَ النور
 بين اسرةٍ متكافلة متضامنه يحكمها الايمان ومخافة الله َ
والاخلاق والعاليه وهذا ما عُرفَ عنهم في تلكَ الحقبة
من تاريخ تل الزعتر ....
رغم أن الطبيعة والمرض عندا هذا الطفل حرماه
من ممارسة طفولته بسب اعاقةٍ ألمت به الا انه كان
بعنادِه كبيرا وإرادة كالجبال تخطى هذه الإعاقة
 ليأخذ دوره تحت الشمس، فكان هذا الطفل الذكي
ابو رياح تل الزعتر الذي لا ينساه احد
 ولا ينسى من أبناء مخيم احد
عاند المرض ... تغلب عليه ولم يستسلم ولم ييأس
التحق بمدارس الأونروا ... تعلم، اكمل مشوار حياته
 ليتخصص بعلوم الإلكترونيات صيانة وتصميم
مع دخول المقاومة الفلسطينية إلى المخيمات في لبنان
ورغم حداثة سنه أبى أن يكون متفرجا أو صفوف خلفيه
التزم بحركة فتح إيمانا منه بالعودة إلى بلدته علما
وكل الجليل وكل فلسطين ...
لم يكن الدافع لالتزامه مادياََ بل كان وطنيا بامتياز
حيث كان يملك محلا لتصليح الاجهزه حينها ولم يكن
بحاجه ماديه وكان والده المرحوم يملك محلا لبيع
 الأقمشة ومحل سمانه ...
فتح وثقت بهذا الشاب واحبته كما احبه كل ابناء المخيم
لبديهته وسرعة ذكاءه رغم كل ما كان يعانيه الا انه
وبكل أمانة كان له حضور مميز يصنع الابتسامه ببراءته
 ودماثة أخلاقه َ الى ان أصبح مسؤولا عن
 أجهزة اللاسلكي لحركة فتح ، لم تخلو برقية أو رسالة
 بين تل ابزعتر والقيادات الفلسطينية َ من بصمة
 الاخ ابو رياح مما جعله مطلعاََ على كثير من خفايا الأمور
 التي لا يعرفها أحدا غيره والمعنيين مباشره
حفظ أمانة الاتصالات وحفظ الأسرار
 وما زال خاصة في معركة تل الزعتر
 التي كان له شرف المشاركة بها
زاد ألمه استشهاد شقيقه حين ذهب للاطمئنان
عن والديه فقضى ليلته قرب جثة اخيه شهيدا لم يدفن  ...
كان يناشد الجميع على الصمود ويحث القياده
على تقديم الدعم اللوجستي والامداد لتل الزعتر
ويرفض كلمة سقوط المخيم أو استسلامه
ما أروع صمودك وما أكبرك ... اي روح معنوية عالية
 تلك التي تتحلى بها في أحلك الظروف
واي مبدأ فتحاوي آمنت به واي مكانة راقية احتلت قلبك
 وروحك وعقلك غير تل ألزغتر
اي وفاء يا أوفى الأوفياء
استشهد شقيقك ... استشهد والدك مفقوداا في طريق الجبل !!!!
رأيت ما رأيت !!! وعشت ما عايشه في تل الزعتر الأبي
فزادك إصرارا وصمودا وعشقاك لقضيه َلم تغادر ساحة النضال
رفضت السفر للخارج ... تمسكت أكثر بالقضيه
زرعت في فؤادك شوقا وحنينا لذاك المخيم الحزين
 فكنت وما زلت أرشيف تل الزعتر وذاكرته التي لا تنسى
هكذا أطلق عليك العم ابو سهيل كروم
وهكذا انت في عطائك ولأنك وفي وصادق
حاولوا استغلال موقفك هذا لكنك حين قلت الحقائق
 كما هي مجردة من اي شوائب لم يعجبهم ما قلت
 أرادوا تزوير الحقائق وتشويهها فكنت من نطق بالصدق
فلم يَرقّ لهم ذلك ولأنك الفلسطيني الصادق
 حذفوا كل ما قلت وشَوهوا زورا وبهتاناََ
فكنت الأسمى وكنت الأكثر رفعة وأخلاق ....
هذا هو ابورياح تل الزعتر
 كما كان وكما هو وهكذا سيبقى كالسيف البتار في مواقفه
دمت مناصرا لقول الحق ولو كره المنافقون
دمت معطاءا وفيا صادقا لأهل تل الزعتر
من أسرة ملتقى شذرات من ذهب
و مني انا
المديره التنفيذية للملتقى
تغريد الحاج
أسمى آيات المحبة والتقدير يا غالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق