قال لصديقه : -
واخيرا عثرت على ابنة الحلال التي سأرتبط بها ، فقد اعجبني جمالها وحياؤها ، وارجو منك يا صديقي الوفي المميز ان تذهب معي الى بيت اهلها لطلب يدها .
رد عليه صديقه وقال : - الف مبارك يا مصطفى ، لقد وضعت عقلك برأسك في نهاية المطاف ؟ ومن هي سعيدة الحظ يا ترى ؟
اجابه : لا .. سأتركها مفاجأة مدوية تشهدها عندما نحدد موعدا لزيارتها !
اخبر ذلك الصديق تلك الفتاة بان عليها انتظار مفاجأة من العيار الثقيل ، وطلب موعدا من والدها حيث سيحضر مع صديقه احمد الى بيتها مساء الخميس القادم .
فهمت سلمى ماذا يجري في الخفاء وادركت بانه لم يعد يطيق الانتظار طويلا وسط حب صامت مضى على لهيبه ما يربو عن الثلاث سنوات .
هرعت الى منزلها واخبرت امها بالنبأ السعيد ، ثم اتجهت نحو ابيها الذي لم يرفض لها طلبا مذ ابصرت النور سيما انها ابنته الوحيدة ، وقالت له بغنج ودلال : الا تريد ان تفرح بابنتك ؟
قال : بلى ، فأنا اعد الايام والليالي كي اصل الى هذه الفرحة قبل ان اغادر هذه الدنيا الفانية .
قالت له : هل توافق على زواجي ممن احب ؟
قال : طالما انه يحبك وتحبينه وابن عائلة محترمة طبعا اوافق .
لم تنم ليلتها من الفرحة وانتظرت بفارغ الصبر بزوغ الشمس وحلول موعد الجامعة كي تخبر مصطفى بموافقة والدها على لقائه واحمد الخميس المقبل . وطلبت منه ابلاغ احمد بذلك فهي تستحي ان تخبره . قال لها : لا عليك ساسرع فورا لاخباره فهو ايضا ينتظر ذلك الموعد على احر من الجمر !
حان مساء الخميس ببطء شديد كعادة من ينتظر قطار الفحم الحجري ، وحضر مصطفى الى منزل احمد ليقله الى منزل المفاجأة الكبرى !
طرقا الباب . فتحت سلمى مبتهجة مسرورة وهي تنظر الى أحمد بلهفة وحياء . صعق احمد عندما رأى حبيبة قلبه سلمى فابتسم ابتسامة واهية والتزم الصمت المطبق ، ودخلا المنزل وسط حفاوة بالغة من قبل اهلها .
همس مصطفى في اذن احمد قائلا : هذه هي من اعجبتني ، فقد كنت اراها دوما ملازمة لك في الجامعة تدرسان سويا .
دارت الدنيا في عيني احمد وقال في قرارة نفسه : ايعقل ان احضر لطلب يد حبيبتي الى صديقي ؟! ما الذي يجري يا رب ؟!
طال الصمت فتدخل والد سلمى قائلا : يبدو ان الخجل قد استحكم بكما ، لا تقلقا ابدا و ساسهل المهمة عليكما .
لقد اخبرتني ابنتي عن مرادكما ونحن موافقون ، فليتفضل احدكما بالكلام .
تفرس احمد في وجه سلمى والتقت العينان ، و كل منهما يسرح بواد غير ذي زرع !
احمد سيطلب يد حبيبته لصديقه ، وسلمى تنتظر ان يطلب مصطفى يدها لأحمد !
دنا مصطفى من احمد اكثر وقال له : ما لك يا صديقي ، هيا تكلم فانت افصح مني لسانا ، الا تريد ان تفرح قلب صديقك ؟
نظر احمد الى مصطفى ثم الى سلمى واستجمع قواه ، ووجه كلامه الى والدها قائلا : -
انه لمن دواعي سروري ان يختارني صديقي الوفي مصطفى دون سواي ان اطلب له يد ابنتك سلمى !!
ابتسم الوالد ظنا منه ان مصطفى هو حبيب ابنته وقال مسرعا : قبلنا الطلب وتفضل يا مصطفى يا صهرنا العزيز بالجلوس بجانب خطيبتك !
وما كادت سلمى تسمع ما تفوه به حبيبها احمد حتى اغمي عليها ، وانهمرت بعد ذلك دموع احمد بغزارة !
تعطلت لغة الكلام وراح كل منهم يحلل ما جرى على طريقته :
- مصطفى : حبيبي احمد يا صديقي الوفي لم تستطع تحمل فرحتي ، فذرفت دموع الفرح في سبيلي !
- والد سلمى : حبيبتي ابنتي لم تسعها الفرحة واغمي عليها ، بعد قليل ستصحو لتجد نفسها بجانب خطيبها حبيب قلبها !
- سلمى : لم اتوقع ان يصل الغدر بأحمد الى هذا الحد ، ويتخلى عني بعد تلك السنين من الحب ويطلب يدي بكل وقاحة لصديقه !
- احمد : لم اتوقع تلك المفاجأة من مصطفى ولكنه صديقي وعلي واجب الوفاء له واتمام فرحته ولو على انقاض سعادتي !!
تلك هي الحياة ..
ويبقى النصيب هو البلسم لتلك الجراح !!
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
واخيرا عثرت على ابنة الحلال التي سأرتبط بها ، فقد اعجبني جمالها وحياؤها ، وارجو منك يا صديقي الوفي المميز ان تذهب معي الى بيت اهلها لطلب يدها .
رد عليه صديقه وقال : - الف مبارك يا مصطفى ، لقد وضعت عقلك برأسك في نهاية المطاف ؟ ومن هي سعيدة الحظ يا ترى ؟
اجابه : لا .. سأتركها مفاجأة مدوية تشهدها عندما نحدد موعدا لزيارتها !
اخبر ذلك الصديق تلك الفتاة بان عليها انتظار مفاجأة من العيار الثقيل ، وطلب موعدا من والدها حيث سيحضر مع صديقه احمد الى بيتها مساء الخميس القادم .
فهمت سلمى ماذا يجري في الخفاء وادركت بانه لم يعد يطيق الانتظار طويلا وسط حب صامت مضى على لهيبه ما يربو عن الثلاث سنوات .
هرعت الى منزلها واخبرت امها بالنبأ السعيد ، ثم اتجهت نحو ابيها الذي لم يرفض لها طلبا مذ ابصرت النور سيما انها ابنته الوحيدة ، وقالت له بغنج ودلال : الا تريد ان تفرح بابنتك ؟
قال : بلى ، فأنا اعد الايام والليالي كي اصل الى هذه الفرحة قبل ان اغادر هذه الدنيا الفانية .
قالت له : هل توافق على زواجي ممن احب ؟
قال : طالما انه يحبك وتحبينه وابن عائلة محترمة طبعا اوافق .
لم تنم ليلتها من الفرحة وانتظرت بفارغ الصبر بزوغ الشمس وحلول موعد الجامعة كي تخبر مصطفى بموافقة والدها على لقائه واحمد الخميس المقبل . وطلبت منه ابلاغ احمد بذلك فهي تستحي ان تخبره . قال لها : لا عليك ساسرع فورا لاخباره فهو ايضا ينتظر ذلك الموعد على احر من الجمر !
حان مساء الخميس ببطء شديد كعادة من ينتظر قطار الفحم الحجري ، وحضر مصطفى الى منزل احمد ليقله الى منزل المفاجأة الكبرى !
طرقا الباب . فتحت سلمى مبتهجة مسرورة وهي تنظر الى أحمد بلهفة وحياء . صعق احمد عندما رأى حبيبة قلبه سلمى فابتسم ابتسامة واهية والتزم الصمت المطبق ، ودخلا المنزل وسط حفاوة بالغة من قبل اهلها .
همس مصطفى في اذن احمد قائلا : هذه هي من اعجبتني ، فقد كنت اراها دوما ملازمة لك في الجامعة تدرسان سويا .
دارت الدنيا في عيني احمد وقال في قرارة نفسه : ايعقل ان احضر لطلب يد حبيبتي الى صديقي ؟! ما الذي يجري يا رب ؟!
طال الصمت فتدخل والد سلمى قائلا : يبدو ان الخجل قد استحكم بكما ، لا تقلقا ابدا و ساسهل المهمة عليكما .
لقد اخبرتني ابنتي عن مرادكما ونحن موافقون ، فليتفضل احدكما بالكلام .
تفرس احمد في وجه سلمى والتقت العينان ، و كل منهما يسرح بواد غير ذي زرع !
احمد سيطلب يد حبيبته لصديقه ، وسلمى تنتظر ان يطلب مصطفى يدها لأحمد !
دنا مصطفى من احمد اكثر وقال له : ما لك يا صديقي ، هيا تكلم فانت افصح مني لسانا ، الا تريد ان تفرح قلب صديقك ؟
نظر احمد الى مصطفى ثم الى سلمى واستجمع قواه ، ووجه كلامه الى والدها قائلا : -
انه لمن دواعي سروري ان يختارني صديقي الوفي مصطفى دون سواي ان اطلب له يد ابنتك سلمى !!
ابتسم الوالد ظنا منه ان مصطفى هو حبيب ابنته وقال مسرعا : قبلنا الطلب وتفضل يا مصطفى يا صهرنا العزيز بالجلوس بجانب خطيبتك !
وما كادت سلمى تسمع ما تفوه به حبيبها احمد حتى اغمي عليها ، وانهمرت بعد ذلك دموع احمد بغزارة !
تعطلت لغة الكلام وراح كل منهم يحلل ما جرى على طريقته :
- مصطفى : حبيبي احمد يا صديقي الوفي لم تستطع تحمل فرحتي ، فذرفت دموع الفرح في سبيلي !
- والد سلمى : حبيبتي ابنتي لم تسعها الفرحة واغمي عليها ، بعد قليل ستصحو لتجد نفسها بجانب خطيبها حبيب قلبها !
- سلمى : لم اتوقع ان يصل الغدر بأحمد الى هذا الحد ، ويتخلى عني بعد تلك السنين من الحب ويطلب يدي بكل وقاحة لصديقه !
- احمد : لم اتوقع تلك المفاجأة من مصطفى ولكنه صديقي وعلي واجب الوفاء له واتمام فرحته ولو على انقاض سعادتي !!
تلك هي الحياة ..
ويبقى النصيب هو البلسم لتلك الجراح !!
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق