من ذاكرة مناضلة زعتريه
في يوم سقوط مخيم
تل الزعتر
بقلم المناضلة
فريال محمد ابوسويد
الحلقة (1)
------------------------------
بعد ما يقارب الستة وثلاثون عاما
أكتب ما حدث وما عانيته ورأيته في هذا اليوم الذي لن أنساه أبدا طالما في نفسي نسمة حياة ذكراه دائما ترافقني كظلي بل وأحيانا أعيشه في أحلامي وأستيقظ مرعوبة أكتب ما حدث حتى تبقى ذكرى لا تنسى عبر الأجيال القادمة, خاصة لأولادي وأولاد الأبطال والشهداء من الرجال والنساء بل والأطفال الأبرياء الذين ذبحوا وقتلوا دون ذنب إقترفوه قتلوا بطريقة وحشية لا إنسانية وبلا رحمة التاريخ الخميس 12 آب 1976 وهو آخر يوم من أيام الحصار الذي دام ثلاثة وخمسون يوما على مخيم تل الزعتر الذي يسكنه ما يقارب الخمسة عشر الف من العمال والعائلات الفقيرة من الجنسية الفلسطينية واللبنانية دون مواد غذائية ودون مواد طبية ودون ماء
وبعد قضاء ليلة مرعبة من القصف الشديد وإزدياد عدد الجرحى وإنتظار للوعود بمجيئ وفد من الجامعة العربية والصليب الأحمر لإخلاء الجرحى المدنيين من النساءوالأطفال, وإذ بصوت مرعب مخيف يصرخ وينادي "دكتور ... دكتور" أرجوك أن تنقذ زوجتي خرجت من الغرفة الذي كنت أراقب فيها بعض المصابين بإصابات خطيرة من جراء القصف الوحشي وإذ بالممرض محمود فريجه وثيابه مبللة بالدماء وزوجته متكئة على كتفه مصابة في كتفها وهي تنزف بطريقة مخيفة أخذها الدكتور مع الممرضين وضمد جراحها بعد ذلك بدأت جموع من الأهالي تتكاثر حول مركز الإسعاف ووجوههم مرعبة خالية من أي لون وهم في حالة شديدة من الرعب والذهول ينادون ويصرخون بأن المسلحين من حزب الكتائب اللبنانية والأحرار أصبحوا على مشارف المخيم يخرجون الناس, وعلينا بالخروج جميعا وإلا سوف نقتل هنا .....
يتبع ... 2
في يوم سقوط مخيم
تل الزعتر
بقلم المناضلة
فريال محمد ابوسويد
الحلقة (1)
------------------------------
بعد ما يقارب الستة وثلاثون عاما
أكتب ما حدث وما عانيته ورأيته في هذا اليوم الذي لن أنساه أبدا طالما في نفسي نسمة حياة ذكراه دائما ترافقني كظلي بل وأحيانا أعيشه في أحلامي وأستيقظ مرعوبة أكتب ما حدث حتى تبقى ذكرى لا تنسى عبر الأجيال القادمة, خاصة لأولادي وأولاد الأبطال والشهداء من الرجال والنساء بل والأطفال الأبرياء الذين ذبحوا وقتلوا دون ذنب إقترفوه قتلوا بطريقة وحشية لا إنسانية وبلا رحمة التاريخ الخميس 12 آب 1976 وهو آخر يوم من أيام الحصار الذي دام ثلاثة وخمسون يوما على مخيم تل الزعتر الذي يسكنه ما يقارب الخمسة عشر الف من العمال والعائلات الفقيرة من الجنسية الفلسطينية واللبنانية دون مواد غذائية ودون مواد طبية ودون ماء
وبعد قضاء ليلة مرعبة من القصف الشديد وإزدياد عدد الجرحى وإنتظار للوعود بمجيئ وفد من الجامعة العربية والصليب الأحمر لإخلاء الجرحى المدنيين من النساءوالأطفال, وإذ بصوت مرعب مخيف يصرخ وينادي "دكتور ... دكتور" أرجوك أن تنقذ زوجتي خرجت من الغرفة الذي كنت أراقب فيها بعض المصابين بإصابات خطيرة من جراء القصف الوحشي وإذ بالممرض محمود فريجه وثيابه مبللة بالدماء وزوجته متكئة على كتفه مصابة في كتفها وهي تنزف بطريقة مخيفة أخذها الدكتور مع الممرضين وضمد جراحها بعد ذلك بدأت جموع من الأهالي تتكاثر حول مركز الإسعاف ووجوههم مرعبة خالية من أي لون وهم في حالة شديدة من الرعب والذهول ينادون ويصرخون بأن المسلحين من حزب الكتائب اللبنانية والأحرار أصبحوا على مشارف المخيم يخرجون الناس, وعلينا بالخروج جميعا وإلا سوف نقتل هنا .....
يتبع ... 2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق