امي
اختارها القدر ان تغادر الي الأبدية ولم اعد أراها بعد
وانا بالغربة ما أتذكره الآن هو شوقي القديم إليها والجديد أنني لا أستطيع تبديل الصورة خرجت وهي بالأربعين ورجعت وهي سبعينية والصورة بالذاكرة تلك القديمة لا تفارقني تأرقني كان فراق مؤقت والان فراق أبدي لا أعرف له نهاية اشتاق لامي نعم اشتاق لامي بمثل هذا اليوم كنت أقدم لها هدية متواضعة تحبها هي الحطة الفلسطينية والزنار الفلسطيني العريض يتكون من عدة طبقات كل طبقة لها وظيفة الأولى للهوية الثانية الميزانية والثالثة لا أعرف ماذا كانت تضع بها المهم انه من الحرير المقصب وكنت الف المدينة حتى أجد فقط واحد يبيع هذه البضائع لقلة المستعملين لها . اشتاق لامي اشتاق لحديثها عن بكائها على غربتي وتحملي المسؤولية مع اني كنت مجبرا على ذالك كوني مع الثورة الفلسطينية .اشتاق لامي وهي تطلب مني ان اشرب الشاي وانا لا أحبه ولا اشربه ابدا وهي تتحايل علي بالمنكهات الميرمية والنعناع وغيرها . اشتاق لامي اشتاق لحديثها عن العمل بالمزارع ونحن نترافق ونعمل معا بقتلاع السمسم وجمع البطيخ من مرج ابن عامر وايام الحصاد وسلق القمح لعمل البرغل ومراقبة طبيخ البندورة لعمل الصلصا .اشتاق لامي وهي تبتسم وهي تراني بالبدلة العسكرية وكتفي محمل بالرتب وكأنها تقول انا من عملك ودرسك بالجامعة من تعبي من عملي وهي صادقة فيما تقول كانت تحمل كل الأعباء في الأسرة حتى عندما كنت اشاغب ويضطر ابي لاستعمال الشدة معي كانت هي تحميني بجسدها تتلقى الضربات الموجه إلي. اشتاق لامي الان لاني افتقدها أو فقدتها وهي عند باريها لها الرحمة والمغفرة والشفاعة من الله ورسوله رحمها الله واسكنها فسيح جنانه
زهير ناصر ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق