الخميس، 11 مارس 2021

شذره ... بقلم الأستاذة المتألقة ام محمد الجزائرية

 كنت قد اودعت روحي امانة في قلبك بعدما طلبتها بشغفك الطفولي.. وكنتَ قد وعدت بالتفاني لحمايتها.. لكن حبل كذبك كان اقصر من مسافة بين خطوتيك  عبثت غير آسف بها.. ملأت روحك بهجة بكل ربيع كانت زهره. وغسلت آثام رعونتك في نهر عطائها الرقراق.. استهلكت صباها و القيت بها عجوزا قد شاخت روحها رغم قلة سنين العمر... وحولت فصولها الى خريف شاحب قد انساها لونها الاخضر.. نخرت داخلها الذي كان يعج بكل مشاعره الانسانية وحولته الى شجرة جوفاء الساق مصفرة الاوراق هبت بها الريح و قذفت رفاتها الى مكان سحيق يكاد لا يُعرف له سبيل.. هذا مشهدك الذي كتبت و مثلت دور بطولته..وقبضت ثمنه البخس..

ركنت حينا من الدهر اصارع الحياة ابغي فنائي.. تجمعت غربان الخذلان في سمائي و كدت استسلم لولا عناية ربانية بعثتني من جديد..

جمعت شتات اوراقي وغازلت كلمات الامل وتوسلت لقلمي ان يكتب الجزء الثاني حيث اتفرد فيه ببطولتي... انتزعت ذاتي من مستنقع الخيبات و نزعت الدرن عنها بماء طاهر مزنته مابقي مني

وانتفضت من تحت ردمك الذي اقبرتني فيه.. وبعثت من جديد... واخضرت اغصاني في ربيع صارع بشمسه الدافئه قسوة الجليد و عزف لحنا للأمل اسكت الرعود .. وعدت انا ولم يعد لك بحياتي وجود.. 

........

همسات في اذن كل من تركنا خلفه معتقدا انّا بعده لن نكون.

           بقلم/ أم محمد الجزائرية 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق