السبت، 15 فبراير 2020

رحيل ... بقلمي تغريد الحاج

رحيل ...
بقلمي
تغريد الحاج ...
~~~~~~~~
في امسية ربيعيه ، دعته الى فنجان قهوه على شرفة قصرها المطل على البحر، لم يعتاد ان تدعوه هكذا ولم يلتقي بها سابقا في القصر، ابتسم في قرارة نفسه وكادت الفرحة تسيطر على كيانه، ارتدى حلته الجميله ولم يضع العطور خاف ان يمتزج اريج عطره بشذى عطرها فيضيع عبق العطر المميز . عطر حب وامل اكبر من كل الكلمات، في طريقه قصد بائع الورد واخذ معه وردة صفراء اختارها من بين كل الورود الجميله  ساله بائع الورد :
- لمن ستهدي الوردة سيدي ؟؟؟
اجاب :
-  لمن حبها استقر في قلبي  ...
فقال له البائع : 
- لقد احسنت الاختيار سيدي فالورد الاصفر رمز الوفاء الابدي،
 وصل الى قصرها  مسرعا فرحا وقلبه يغني طربا، استقبلته على باب القصر الذي يدخله لاول مرة فاهداها الورد بانحاء بعد ان قبل يدها رحبت به واجلسته على شرفة القصر المطلة على البحر وجلست قبالته دون كلام ادرك ان في عينيها بريق دمع رغم عتمة المساء فامسك بيدها بحنان وهمس وهو ممسك بيدها :
 - ما بك حبيبتي ؟
-  فكل ما بالكون لا يستحق دمعة من عيناك فاجابته بصوت اشبه بصوت ملائكي مرهف وبهمس كلمات كلفحة الهواء على وجنتيها، وقالت :
- لا شيء وانهمرت الدموع من عينيها وكانه شلال متدفق وكــأنها تحبس دمعها لهذه اللحظه اقترب منها ومسح بكفيه دمعها وقربها من وجهه؛ دموعها اختلطت بشذى عطر الحب الذي يسكن في قلبها،
 وقال لها برفق وحنان : 
 - لا تبكي حبيبتي ففداك قلبي وعمري ، شعر ببرودة يدها التي عاد يمسكها بكلتا يديه سالها مرة اخرى ما بك حبيبتي والله اهون عليي حياتي الف الف مرة من رؤيتك تبكين، اقتربت منه بحنان ووضعت راسها على كتفه، وقالت :
- حبيبي اتحبني حقا ؟؟؟
فقال :
-  غريب سؤالك وهل حبنا محال ، وهل هناك حب اقوى واكبر من الجبال ؟؟؟
ففالت والغصة في صدرها والدمع ينهمر:
- نعم حبيبي فداك روحي فإن حبنا محال .. محال .. محال ..
 غادر القصر وفي قلبه الف حسره وحسره لم يسالها عن السبب لانه ادرك انها مسافرة الى المجهول !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق