الأربعاء، 24 يناير 2018

أمي ... بقلم الاستاذة منتهى عبدالحليم

★   أمي    ★
لم تكن لتخيفني أصوات المدافع المزمجرة....
ولا هجمات الغارات المدمرة........
ما كان يرعبني، هو،نظرات الخوف في عيني امي المرتعبة
عندها فقط،كنت احس،أن الساعة قد اقتربت
والأرض زلزلت والجحيم سعرت....
من عينيك ، عينيك فقط، يهب النسيم من العواصف المولولة
وينبعث الأمان من الحروب المدمرة
وتبعث الروح من الأجساد المحنطة
فإذا ما جمدت تلك النظرات،
تنطفئ الحياة في الأرواح المتمردة....

في الشتاء والريح تعصف مجلجلة
والمطر يهطل بغزارة مرعبة
وانا واخوتي نتحلق حول المدفأة
وانت تحضرين لنا الشاي والفاكهة المجففة
في الليل تسهرين على راحتنا صابرة جلدة
تتسللين الى غرفنا لتغطينا اذا رفعنا عنا الأغطية
ولتكشفي الحرام عمن دس رأسه تحت البطانية الملونة
تمارسين عملك الدؤوب  راضية متبسمة
ما اشتكيت يوما ولا تأوهت متذمرة
تتحدين الصقيع والتعب بروح بالحب مفعمة

حفظك الله وأدامك نجمة حياتنا المتألقة
تنثرين علينا نجوم بركاتك ودعواتك المتلألئة
ونغرف من رضاك، علنا نفوز بجنان الرحمن المخلدة
                           منتهى عبد الحليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق