السبت، 7 يوليو 2018
سبق السيف العزل... بقلم الشاعر المتألق محمد جمال الغلاييني
اراد ان يتقدم لخطبة زميلته الحسناء في الجامعه المغرمة بالشعر والادب .
اسر في اذنيها بانه شاعر مرهف ينظم الشعر ، واديب يدبج الروايات والمقالات الهادفة ، فمالت اليه .
والحقيقة انه كاذب ، فقد كان صديقه هو الذي يحمل تلك الصفات وليس هو .
راح يلجأ اليه كلما اراد التودد اليها ، ويطلب منه نظم ابيات من الشعر ، ثم يهرع اليها في اليوم التالي ويلقيها على مسامعها فتطير ولهاً به وعشقا !
تعلقت به كثيرا واحبته لجمال شعره وحلاوة مفرداته . وكانت كلما تطلب منه اسماعها اشعارا جديدة يتهرب منها بحجة ان قريحته لا تتفتق الا في غسق الدجى ، فيؤجلها الى اليوم التالي كي يذهب الى صديقه الاديب الشاعر ويطلب منه كتابة تلك الاشعار !
ومما كتب لها :
جميل الروح ينشر السرورا
لا يريد جزاء ولا شكورا
وورد حنانه يعبق بالاريج
عطرا جميلا على مر الدهورا
رأى البدر نور وجهه ليلا
فتنحى جانبا مفسحا للنورا
وصاح بمن يريد هناء قلبه
عليك بصحبته اشهرا وعصورا
استهامت به حد الجنون ، وارادت ان تتباهى به امام زميلاتها في الجامعة ، فجمعته مع احداهن ممن تجيد الشعر حفظا ونظما بغية المبارزة الشعرية ، وفاجأته بهذا اللقاء !
تجمع الزملاء والزميلات في باحة الجامعة ، وترقبوا بشغف ذلك اللقاء الصاعق بين شاعرين كبيرين !
بدات تلك الزميلة الشاعرة بالقاء بيت شعر وطلبت منه الرد عليها ببيت شعر يبدا من آخر حرف من الشعر الذي القته ..
ولكن هيهات له ان يجاريها !!
فضح امره واعترف بكذبه " فحبل الكذب قصير " وامتقع وجهه باللون الاحمر وطأطأ راسه ارضا .
جن جنونها وطار صوابها وراحت تنهال عليه بالكلام القاسي طالبة منه معرفة من كان ينظم تلك الاشعار .
وهنا حضر صديقه الشاعر الاصلي فجاة وهو لا يدري ماذا يجري ، فوجده على هذه الحال ذليلا !
ادرك الموقف وعلم ماذا جرى له ، ثم اطرق برهة يفكر في طريقة انقاذ صديقه من تلك الفضيحة القاصمة ، ولكن كان الاوان قد فات ..
فقد سبق السيف العذل !
علمت بالحقيقة وبشخصية الشاعر المرهف فمال قلبها اليه على الفور ..
حضر الزملاء حفل خطوبة الفتاة الحسناء المتيمة بجميل الشعر والادب على الشاعر الاصلي ، ثم حفل زفافهما اثر تخرجهما معا بعد ثلاثة اعوام .. ❤
محمد جمال الغلاييني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق