انا من فلسطين العتيقة لم يكن في طفولتي كهرباء وكنا نشعل مصباح بالكاد ينير حوله وكنا عائلة مباركة العدد عشرة أبناء ووالدينا والجدة مفارش الأرض من الصوف ومن صناعة والدتي بالشتاء والحصر وأشياء خفيفة بالصيف كانون الفحم بالبرد وسطح المنزل بالصيف مع هذا كنا نقوم بالصباح نذهب للعين نحضر الماء وامي تخبز على التنور وتحلب البقرة وتفطرنا نذهب للمدرسة ينتظرنا المدرس بالخيزرانة لمن يخالف قوانينه هو وكل مدرس له وسيلته تعلمنا بمثل هذه الظروف ودرسنا بالجامعات قبل أن يجتاحنا الاحتلال الذي لا يزال يحاول تهجيرنا او تجهيلنا ولكن حكمة الآباء. والامهات حافظنا على وجودنا وتمسكنا بالأرض والوطن اكثر نحن الان نعد ابنائنا بصعوبة حيث انتشرت وسائل التواصل ودخلت شركات المحمول على مسار تربيتنا وأصبحت أكثر صعوبة اذكر انني كنت أسير كل صباح مسافة ثلاثة إلى أربعة كلم كل صباح لأصل إلى المدرسة وأخذ خبزتي معي للغداء واعود بالمساء اليوم التعليم عن بعد وبكل حي يوجد مدرسة واجمل ما في تلك الأيام لمة العائلة في المساء وفي العطل والمحبة بين الناس والتي تتلاشى بهذه الايام كان إذا مرض أحدهم تجد البلد كلها تزوره واذا توفى أحدهم تلغى الافراح لأربعين يوما وليس بالضرورة أن يكون قريب أو بعيد بالنسب اليوم الجنازة وزفة العرسان بنفس الحي لا يوجد تكافل أو محبة بين الناس هذه حياتنا ونحاول أن نعيد روح الحياة الطيبة لمجتمعاتنا من خلال الكتابة هنا وهناك يحذونا الامل أن تنجح المحاولة
زهير ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق