الجمعة، 16 أكتوبر 2020

اهمس لها ... بقلم الأستاذة المتألقة ام محمد الجزائرية

 بريت قلم الرصاص و امرته ان يخط على الورقة الصماء كلاما يعبر عما اختلج بين الضلوع.. ابى وتنحى جانبا وقال مللت الكتابة لانها لم توثق في ذاتك يوما معاني السعادة.. لطالما كتبت و كان سهلا محو اثري... وصرخ في اذن قلمي الجاف.. تقدم لعلك اليوم تخط كلمات تخرج مكنونات ذلك القلب الذي اعياه الخذلان وغدرت به الحياة في جل اطوار كينونته..

غازلت قلمي ليبوح بما حبس بين ثناياي لعل بالافراج عنها يبرأ قلبي العليل... قال يا انت كفاك غرقا في بحر من الضياع و الاوهام.. وتلك اليد التي تمدينها للاشي.. جذفي بها لعلك تجدين طريقا للنجاة لنفسك... فاليوم ليس لك احد غيرك..

عجبت كلامه الذي ايقظني من سباتي العميق... اين احبابي الذين نصبتهم مجاذيف في قارب حياتي... اين رباني الذي اسلمته سفينتي.. واستأمنته على روحي وسط بحر الحياه الهائج.. .. امام اول موجة مسالمة افلت يدي.. ودفعني للغرق ليخف حمله فلا ينتابه الغرق معي.. ملح اجاج تجرعته وسط غبائي... لم اعلم حقيقته أهو علقم العيش ام مرارة الدموع السكابى من مآقي التي احرقتها نار الخذلان.. غرقت واستسلمت حمقا لأني كفرت بقوتي ..كنت أول من خذلت نفسي.. لكنه خذلان منه توبة لي و رجاء مني بالغفران.. صالحت ذاتي .. وانتشلت نفسي من بحر لجي كاد ينهيني.. وفوق ذلك اخذت وسام السباحة الماهرة .. وها انا اليوم على شاطئ الامان منتصبة القامة لا يرعبني زمهرير رياح و لا عواصف تهيج بحري و توقظ امواجه العاتيات ..احاول نقل تجربة غرقي الذي نجوت منه لمن يهبون الى الابحار لعلني اخفف لطمات الامواج عن قلوبهم البريئة.. و لأنني نجوت بروح مرهقة و كيان متآكل الاطراف.. لا اريد لأحد احبه المعاناه و الضياع مثلي.

بقلمي: أم محمد الجزائرية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق