قصدت منزل صديق لي صيف العام المنصرم في احدى قرى لبنان الجميلة بعد ان دعاني لقضاء اجازتي السنوية عنده . ولكنه اضطر للخروج من منزله فانتظرته في الحديقة ، ورحت امتع ناظري بجمال الطبيعة الخﻻبة وتنسم اريجها العليل .
فجأة وقع نظري على شاب وسيم يجلس على شرفة منزله دون ان يحرك ساكنا طيلة مدة جلوسه . القيت التحية عليه فرد مرغما ثم حضرت امه واشارت الي بالحاح للصعود الى منزلها فصعدت .
رحبت بي ترحاب اهل القرى المعهود ، وطلبت مني ان اجلس بقرب ابنها ومحادثته . قلت لها لماذا ؟ قالت والحسرة تخنق صوتها : لقد أصيب فجأة بمرض عضال ﻻ أمل بالشفاء منه ، ولما علم بحاله اوقف دراسته الجامعية و فسخ خطوبته على زميلته في الجامعة و اصبح رهين المنزل ليل نهار !
دنوت منه وسلمت عليه مرة اخرى فرد التحيه ولكن بوجه عبوس . قلت له : لقد تأخر صديقي واحببت ان اجلس واياك نتجاذب اطراف الحديث هل لديك من مانع ؟ نظر الى امه المبتسمة وكأنها تطلب منه ذلك ثم قال لي : اهﻻ بك تفضل .
جلست بقربه وقلت له : اريد منك خدمة . قال : تفضل . قلت : اريد منك ان ترافقني غدا الى دار اﻷيتام كي تساعدني في توزيع الهدايا على اﻷيتام بمناسبة اقتراب موعد العيد . سر كثيرا ووافق فورا ، هنا ذهلت امه ﻷنها اول مرة تراه مبتسما فرحا مسرورا .
ذهبنا صبيحة الغد حسب اﻻتفاق ، وراح يوزع الهدايا معي بلهفة وسرور . يحتضن ذاك اليتيم ويداعب تلك اليتيمة ويمسح على رأس آخرين . ولما عدنا الى الجبل الح علي بتكرار توزيع الهدايا مرة اخرى ، ولكن هذه المرة على نفقته واختياره ايضا فقبلت بعد الحاحه .
كررنا فعلتنا في اليوم التالي وعدنا الى الجبل بسعادة عارمة تغمر كلينا ، واصبح ﻻ يفارقني . وبدل ان ابيت عند صديقي امسيت ابيت عنده ونتناول اشهى المأكوﻻت ونتسامر في الشعر واﻷدب ، كل ذلك وسط دهشة امه التي لم تصدق ماذا تراه عيناها !
وفي اليوم التالي طلب مني انتظاره قليﻻ كي ينهي مقابلة الطبيب والنزول مرة ثالثة الى دار اﻻيتام .
فوجيء الطبيب بتحسن حالته المفاجيء وقال ﻷمه بعد ان طلب من الشاب انتظاره في الخارج : هل اخذ دواء غير الذي وصفته له ؟ قالت : كﻻ . قال : مستحيل ، ﻻ بد انه اخذ دواء ما . لقد زال مرضه نهائيا !
ما ان سمعت امه بذلك الخبر حتى خرت على اﻷرض ساجدة شاكرة لله باكية ، وانهالت على الطبيب تقبل يديه وتقول : الحمد لله ، والشكر لك بفضل نجاحك في اختيار الدواء المناسب . قال لها : ان الدواء الذي وصفته له كان مجرد فيتامين عادي ﻷوهمه بأنني اعالجه . اصدقيني القول ماذا فعل منذ آخر مرة قابلته ؟
روت له ماذا حصل معنا وكيف ذهبنا الى دار اﻻيتام وراح يوزع الهدايا عليهم ويداعبهم ويمسح على رؤوسهم ويحتضنهم ويبتسم لفرحهم . هنا أدرك الطبيب سر شفائه وهز برأسه فرحا مسرورا وقال ﻷمه : ابشري يا حاجة لقد أصابته دعوة يتيم أدخل البهجة والسرور الى فؤاده . اخبريه بأنه قد شفي تماما . اطلبي منه العودة الى جامعته و اﻻتصال بخطيبته التي انفصل عنها ، و عندما تحددين موعدا لزفافه ﻻ تنسني من دعوتي الى ذلك العرس !
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
فجأة وقع نظري على شاب وسيم يجلس على شرفة منزله دون ان يحرك ساكنا طيلة مدة جلوسه . القيت التحية عليه فرد مرغما ثم حضرت امه واشارت الي بالحاح للصعود الى منزلها فصعدت .
رحبت بي ترحاب اهل القرى المعهود ، وطلبت مني ان اجلس بقرب ابنها ومحادثته . قلت لها لماذا ؟ قالت والحسرة تخنق صوتها : لقد أصيب فجأة بمرض عضال ﻻ أمل بالشفاء منه ، ولما علم بحاله اوقف دراسته الجامعية و فسخ خطوبته على زميلته في الجامعة و اصبح رهين المنزل ليل نهار !
دنوت منه وسلمت عليه مرة اخرى فرد التحيه ولكن بوجه عبوس . قلت له : لقد تأخر صديقي واحببت ان اجلس واياك نتجاذب اطراف الحديث هل لديك من مانع ؟ نظر الى امه المبتسمة وكأنها تطلب منه ذلك ثم قال لي : اهﻻ بك تفضل .
جلست بقربه وقلت له : اريد منك خدمة . قال : تفضل . قلت : اريد منك ان ترافقني غدا الى دار اﻷيتام كي تساعدني في توزيع الهدايا على اﻷيتام بمناسبة اقتراب موعد العيد . سر كثيرا ووافق فورا ، هنا ذهلت امه ﻷنها اول مرة تراه مبتسما فرحا مسرورا .
ذهبنا صبيحة الغد حسب اﻻتفاق ، وراح يوزع الهدايا معي بلهفة وسرور . يحتضن ذاك اليتيم ويداعب تلك اليتيمة ويمسح على رأس آخرين . ولما عدنا الى الجبل الح علي بتكرار توزيع الهدايا مرة اخرى ، ولكن هذه المرة على نفقته واختياره ايضا فقبلت بعد الحاحه .
كررنا فعلتنا في اليوم التالي وعدنا الى الجبل بسعادة عارمة تغمر كلينا ، واصبح ﻻ يفارقني . وبدل ان ابيت عند صديقي امسيت ابيت عنده ونتناول اشهى المأكوﻻت ونتسامر في الشعر واﻷدب ، كل ذلك وسط دهشة امه التي لم تصدق ماذا تراه عيناها !
وفي اليوم التالي طلب مني انتظاره قليﻻ كي ينهي مقابلة الطبيب والنزول مرة ثالثة الى دار اﻻيتام .
فوجيء الطبيب بتحسن حالته المفاجيء وقال ﻷمه بعد ان طلب من الشاب انتظاره في الخارج : هل اخذ دواء غير الذي وصفته له ؟ قالت : كﻻ . قال : مستحيل ، ﻻ بد انه اخذ دواء ما . لقد زال مرضه نهائيا !
ما ان سمعت امه بذلك الخبر حتى خرت على اﻷرض ساجدة شاكرة لله باكية ، وانهالت على الطبيب تقبل يديه وتقول : الحمد لله ، والشكر لك بفضل نجاحك في اختيار الدواء المناسب . قال لها : ان الدواء الذي وصفته له كان مجرد فيتامين عادي ﻷوهمه بأنني اعالجه . اصدقيني القول ماذا فعل منذ آخر مرة قابلته ؟
روت له ماذا حصل معنا وكيف ذهبنا الى دار اﻻيتام وراح يوزع الهدايا عليهم ويداعبهم ويمسح على رؤوسهم ويحتضنهم ويبتسم لفرحهم . هنا أدرك الطبيب سر شفائه وهز برأسه فرحا مسرورا وقال ﻷمه : ابشري يا حاجة لقد أصابته دعوة يتيم أدخل البهجة والسرور الى فؤاده . اخبريه بأنه قد شفي تماما . اطلبي منه العودة الى جامعته و اﻻتصال بخطيبته التي انفصل عنها ، و عندما تحددين موعدا لزفافه ﻻ تنسني من دعوتي الى ذلك العرس !
بقلمي : محمد جمال الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق