الجمعة، 19 فبراير 2021

" عائلات زعتريه " بقلم واعداد/ تغريد الحاج الإشراف العام للملتقى مراجعة/ ابوسهيل كروم رئيس التحرير للملتقى ... الحلقة الثانيه ...

 " عائلات زعتريه "

بقلم واعداد/ تغريد الحاج 

الإشراف العام للملتقى 

مراجعة/ ابوسهيل كروم

رئيس التحرير للملتقى 

الحلقة الثانيه ... 


~~~~~~~~~

تل الزعتر أسطورة عشقٍ للقضية

وملحمة تاريخية تعلم الاجيال

كيف يكون النضال وكيف تكون الشهاده

لن يموت المخيم ولن يمحى من الذاكره

صورةٌ تتوارثها الاجيال ولو بعد الف عام 

هكذا انت يا تل الزعتر هكذا نحبك

ولنا فيكَ الف الف حكاية ....

--------------------------------------

في ذاك المخيم الذي حلولوا محوه من خارطة الثورة الفلسطينيه، من ذاك المخيم الذي صمد في وجه الطواغيت

بين ازقته ترعرع ... عندما كان فتى لم يبلغ الحلم ... 

في ذاك البيت المتواضع ولد بين جدرانٍ من بيوتِ مملكة الفقراء، ترعرع ذاك الفتى الاسمر النحيل، المعروف بضحكته الدائمة التي لم تفارقه رغم تقلبات الايام ورغم المواجع ... هادئاً، صامتاً لا يحب الثرثرةَ ولا الادعاء، حرمته الظروف من حنان الأم وفقدان الأخت، لكنه كان دائمآ يبتسم لايمانه بالقضاء والقدر وحيداً كان بين عشيرته، حرمته الظروف من اكمال دراسته حتى الابتدائية، عملَ جاهداً وفي مختلف المهن بحثاً عن رغيف الخبز مثل باقي ابناء المخيم  

لكنه كان حَسن المعشر، وفياً للاصدقاء، نقي القلب لينَ الجانب، ربما الحرمان من العاطفة جعتله يبحث عن الطيبة في داخله فَوجدها في صدره وفي نفسه الطيبة، لم يبلغ الحلم عندما احب الرياضه، انتسب لنادي سرور فكان مولعاً بالمصارعة الحرة التي احترفها وهو في السادسة عشر من العمر لكن وثيقة اللاجئ حرمته من تحقيق حلمه، تمرد على الواقع المر الذي كان يعاني منه ابناء المخيمات وخاصة ابناء مخيم تل الزعتر فإلتصق بالثَورة الفلسطينية منذ انطلاقتها في مخيمات اللجوء، انتسب لحركة القوميين العرب ثم التزم بتنظبم الجبهة الشعبية/ القيادة العامة بعد خضوعه لعدة دورات عسكرية في معسكرات القيادة العامة في سوريا ولبنان كان مندفعاً بعزيمة الثائر المومن بإنتصار قضيته، فكان الثائر والمقاتل في جبهات القتال، شارك في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينيه في جنوب لبنان ضد قوات العدو الصهيوني، تنقل بين مواقع القياده العامة هنا وهناك ...

كان له دور أولي في حراسة المخيم ثم كان له شرف المشاركة بالمعارك التي كانت تدور بين الحين والآخر ضد المخيم، مع اشتداد الحصار على المخيم كان له دور في اختراق الحصار لاحضار مواد تموينية وذخائر للتنظيم في الحصار الاخير للمخيم ومع بداية المعارك كان يقود مجموعة من أشرس مقاتلي القيادة العامة في تل الزعتر وعلى عدة محاور، معتمرأ كوفيته وسلاح الذي لم يفارقه حتى سقوط المخيم، بعد معركة تل الزعتر الشهيرة، انتقل الى بيروت الغربية ليقيم في مبنى أوتيل المريدور في خلده ليكمل مسيرته على طريق العوده، لم يكن ابناء مخيم تل الزعتر ليستريحوا الا قليلا .... عندما بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان فكان رحمه الله اول المشاركين في مقاومة الاحتلال على محور خلده، لينتقل بعد خروج الفصائل الفلسطينية من لبنان نزح مرة أخرى الي شمال لبنان ليستقر في مخيم البداوي ويأخذ دوره الطبيعي في النضال، لكن القدر لم يكتب له العيش ليصل إلى الهدف الذي من اجله حمل السلاح كباقي ابناء المخيمات وهو العودة إلى ربوع الوطن حيث الكرامة الحقيقيه الفلسطينية وكان المرض وكانت الرحلة مع العذاب الجسدي والمعاناة أصعب من الحياة إلى ان وافته المنية في مخيم البداوي ويدفن بعيداَ عن ارض فلسطين ....

انه الشهيد المرحوم علي ذيب زيدان "ابو علي" الملقب بالبطل المقنع ... ذيب علي زيدان من عشيرة الطوقي التي رحل معظم ابناءها من بلد الشيخ قضاء حيفا 

رحمه الله في عليين واسكنه جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والمرسلين وحسن أولئك رفيقا ... 

هكذا أنت يا تل الزعتر نسيانك صعب بل مستحيل 

وابناؤكَ الأوفياء هم رمز النضال والتضحية والفداء

وستبقى يا تل الزعتر يليق بك كل شيء الا النسيان

هكذا هي اوراق تل الزعتر تخضر كل يوم وتنزف كل يوم حكايات لا تنتهي ومخيمٌ يأبى النسيان ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق